قام علماء اللغة الأوروبيون في القرن الثامن عشر باختراع تصنيف «الساميّة» لوصف لغات شرق المتوسط والقرن الأفريقي – العربية والعبرية والآرامية والأمهرية وغيرها – لتمييزها عن اللغات الهندوأوروبية الآرية. ومنذ تلك اللحظة دأب المسيحيون الأوروبيون على اعتبار اليهود الأوروبيين، الذين لم يكونوا يتكلمون العبرية، «ساميين»، بناءً على المزاعم الدينية المسيحية واليهودية القائلة بأن اليهود الأوروبيين يتحدّرون من العبرانيين الفلسطينيين القدامى. لكن الغريب في الأمر هو أن أحداً لم يزعم في حينها أو حتى في عصرنا هذا أن المسيحيين الأوروبيين هم أيضاً يتحدرون بدورهم من المسيحيين الفلسطينيين القدامى.