النباء اليقين

أربعة صمود .. وخامس تحد

الهدهد / مقالات

عبدالفتاح علي البنوس

 

مشهد بديع مرتقب لحشود مليونية يمنية ذكورا وإناثا احتشدوا في 11ساحة لإحياء الذكرى الرابعة للصمود وتدشين العام الخامس ، من عاصمة العواصم صنعاء وفي ميدان السبعين الذي بات يعرف بميدان الصمود الذي يحتضن الفعالية المركزية الرئيسية والتي من المتوقع أن يكون الحشد فيها مليونيا ، حيث يشارك سكان صنعاء العاصمة والمحافظة في رسم لوحة الصمود الكبرى صباح يومنا هذا ، وفي الوقت نفسه تشهد محافظات صعدة وإب وتعز والبيضاء والجوف وريمة والمحويت فعاليات صباحية مماثلة إحياء للصمود في ذكراها الرابعة ، فيما تشهد محافظات الحديدة وذمار وحجة فعاليات جماهيرية الحاشدة بعد عصر اليوم ليكتمل المشهد اليماني البديع ، ولتكتمل ملامح لوحة الصمود في الذكرى الرابعة .

إنها رسائل تحد يمانية يرسلها أحرار اليمن الشرفاء لقوى الغزو والاحتلال ، وتحالف العدوان والغدر والإجرام ومرتزقتهم في ذكرى الصمود الرابعة ، ذكرى شن العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني البريطاني على بلادنا في الـ26مارس من العام 2015م، رسائل تؤكد على تعزيز روح الصمود والثبات والمضي قدما في مسار الصمود والثبات حتى يتوقف العدوان أو يكتب الله النصر ، وهي رسائل تحد من شعب مظلوم معتدى عليه من قبل تحالف يضم أكثر من 17دولة يسانده العالم بصمته ، وتشاركه الأمم المتحدة بانحيازها له وتماهيها معه ، وسكوتها على الجرائم والمذابح التي يرتكبها في حق المدنيين الأبرياء رجالا ونساء وأطفالا ، يوجهها لعدو باغ وقاتل سفاح ومحتل بغيض ومرتزق حقير تجمعوا جميعا في تحالف واحد ، يهدف إلى الانقضاض عليه ، واحتلال وطنه ، وانتهاك سيادته ، والسيطرة على موارده وثرواته ، والهيمنة على جزره وسواحله ومنافذه البرية والبحرية ، وامتلاك قراره ، والتحكم في مساره واخضاعه للوصاية والعبودية والتبعية من جديد ليظل مسبحا بحمد أمريكا وآل سعود وآل نهيان ، ومرتهنا لهم ، وهيهات أن يخضع شعب رضع الحرية منذ نعومة أظافره ، وتربى على العزة والكرامة منذ صغره ، وعاش على الشرف والشموخ والناموس على مر العصور ، لم تنحن له هامة ، ولم يخضع له جبين ، ولم يطأطئ له رأس .

إن حشود اليوم المليونية بمثابة استفتاء شعبي على زيف وسخف الشرعية المزعومة ، فإذا كان الدنبوع وشلته الفندقية الشرعية كما يزعمون ، فماذا نسمي هذه الملايين التي خرجت وتخرج منذ بداية العدوان وحتى اليوم ؟! إن الشرعية الحقيقية هي شرعية الشعب اليمني ، المعبرة عن إرادته والتي تترجم توجهاته وتعكس قناعاته المتمثلة اليوم في المجلس السياسي الأعلى ، لا شرعية الفنادق والمراقص والشاليهات والشقق المفروشة والبارات ، الشعب اليمني اليوم يقول للعدوان ومن دار في فلكه سنواجه التحدي بالتحدي والتصعيد بالتصعيد ، لن نساوم ولن نقايض على أرضنا وعرضنا وشرفنا وكرامتنا وسيادتنا واستقلالنا ووحدتنا ، سنواصل رفد الجبهات بالمقاتلين وقوافل العطاء والمدد وسنكون في العام الخامس للعدوان أكثر صمودا وثباتا وشجاعة وإقداما ، سننتقل من مرحلة الدفاع إلى الهجوم ، ولن ندخر أي وسيلة في تأديبكم وردعكم حتى يتطهر الوطن من دنسكم ورجسكم ، حاضرون في ساحات الصمود للاحتفال بذكرى الصمود ، وحاضرون في جبهات الشرف والكرامة مقاتلون ، وحاضرون على طاولة الحوار مفاوضون ، حاضرون بكل جوارحنا وأحاسيسنا ومشاعرنا “يد تحمي ويد تبني” ، وحاضرون للتضحية بالغالي والنفيس من أجل الحرية والكرامة ، لا عودة لبيت الطاعة السعودي ، ولا قبول بعار الوصاية الإماراتية ، والعبودية الأمريكية ، يأبى لنا الله ورسوله ذلك .

بالمختصر المفيد، أربع سنوات من الصمود نحتفل بها اليوم ، وندشن سنة التحدي الخامسة بذات الإرادة والعزيمة ، بقدرات دفاعية جديدة ، وبنفسيات جهادية وقتالية عالية ، ومفاجئات يمانية ستكون بإذن الله قاهرة وماحقة للعدوان ومرتزقته ، وسيرى الأعداء في العام الخامس ما لم يروه في الأعوام الأربعة الماضية ، إنه عام التنكيل والحسم والنصر والتمكين بفضل من الله وتوفيقه وتأييده .

الرحمة والخلود للشهداء الأصفياء الأخيار ، والشفاء والسلامة والعافية للجرحى الأبرار ، والحرية والخلاص للأسرى والمعتقلين الأحرار ، والخزي والهزيمة والعار للغزاة المحتلين ، البغاة المعتدين ، وللمرتزقة الخونة العملاء المنافقين ، والنصر والتمكين لليمن واليمنيين.

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .