النباء اليقين

عدن وتعز في ظل الاحتلال.. سجون سرّية ومقابر جماعية

الهدهد / مقالات

بقلم / إبراهيم السراجي

 

كشفت الصورُ، التي نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام للمقابر السرّية التي عُثر عليها في مناطق سيطرة المرتزِقة بتعز، جانباً جديداً من الوضع المظلم الذي تعيشُه المناطقُ الواقعةُ تحت سيطرة الاحتلال والمرتزِقة، وتزامن هذا الحدث مع بث حلقة تلفزيونية لأحد القادة السابقين في صفوف الاحتلال بعدن أدلى فيها بشهادته حول ما تعرض له من اعتداءات في سجون الاحتلال السرّية وغيره من المخفيين قسراً.

العواملُ المشتركة بين ضحايا المقابر السرّية في تعز والسجون السرّية في عدن، كثيرة أهمها أن أولئك الضحايا الذين وجدت هياكلَهم العظمية تحت الأرض والذين تمت تصفيتهم أو الاعتداء عليهم (جنسياً) كلهم عملوا تحت راية دول العدوان وساعدوها في احتلال بلدهم وقتل أبناء وطنهم وكانوا هم أدواتِ الاحتلال التي أفقدت كُـلاً من عدن وتعز الأمنَ والاستقرارَ ليصبحوا في نهاية المطاف على رأس قائمة الضحايا، بل إن معظمَهم ممن تمت تصفيتهم لم يتم التعرف على هُوياتهم وأيضاً البعض منهم لم يتم العثور ولو على هياكلهم العظمية.

يحدث كُـلّ هذا لمرتزِقة العدوان والاحتلال في وقت ما يزال الآلاف منهم يقاتلون نيابةً عن الجيش السعودي في جيزان ونجران وعسير، بمعنى أن ذلك يحدث لهم في وقت يفترض أن النظام السعودي ما يزال بحاجة إليهم لحماية مناطقه، فما بالكم بما قد يحدث لهؤلاء المرتزِقة في حال انتهت الحاجة إليهم؟

مؤخراً أيضاً كشف اثنان من قادة ألوية المرتزِقة كيف تم استدراجهم إلى السعودية تحت اسم تلقي دورات تدريبية للعودة إلى محافظة عدن لتأمينها وبعد ذلك أُجبروا على القتال نيابةً عن الجيش السعودي واعتقل عشرات القادة العسكريين منهم بينهم 44 قيادياً قضوا في سجون النظام السعودي قرابة عامين؛ لأنهم اعترضوا على الأوامر.

والسؤال الآن: هل ما يحدُثُ للمرتزِقة من قبل دول العدوان غريبٌ وغير متوقع؟ الإجابة بالنسبة إلى اليمنيين المناهضين للعدوان هي “لا” لعدة أسباب أولاً أن الكُتّاب والسياسيين وحتى الناشطين في مواقع التواصل من أبناء اليمن الذين رفضوا العدوانَ كانوا على وعي كبير وحذّروا المرتزِقة من هذه النهاية المخزية على أيدي مَن قاتلوا لحسابهم من دول العدوان، وثانياً لأن اليمنيين كانوا على وعي أيضاً بالتأريخ وكيف كانت نهاياتُ كُـلّ العُمَلاء، وكنا جميعاً نذكّرهم بمصير ما كان يعرف بـ “جيش لحد” المكون من مجاميع قاتلت في صفوف الكيان الصهيوني في مرحلة اجتياح لبنان ضد أبناء بلدهم وحين انسحب الكيانُ من جنوب لبنات ترك أفراد جيش لحد لمصيرهم، بل إن جنودَ الاحتلال أطلقوا النيران عليهم أثناء محاولتهم الفرارَ واللجوءَ إلى الكيان الصهيوني.

اليوم نقول: رغم أن عقولَ قادة المرتزِقة باتت رهينةَ دول العدوان إلا أنه ما يزال متاحاً لمن تبقى من المرتزِقة أن يعودوا لرشدهم وأن يدركوا أنهم لن يكونوا استثناء في تأريخ مليء بالعبر، وإلا فإن نهايتهم ستؤول إما لمقابر الاحتلال السرّية أو سجونه السرّية أيضاً.