النباء اليقين

الحديدة تحت القصف

الهدهد / مقالات

عبدالفتاح البنوس

 

كما كان متوقعاًً لم يلتزم مرتزقة العدوان بالتفاهمات التي أسفرت عنها مشاورات السويد ، حيث تم الانقلاب على التهدئة التي سرعان ما تبخرت في الهواء ، وذهبت أدراج الرياح، وعاد القصف الجوي والمدفعي، وعادت الزحوفات والعمليات الهجومية التي يشنها طيران ومرتزقة العدوان وذلك بهدف إجهاض ما تم التوصل إليه من تفاهمات تفضي إلى تهيئة الأجواء أمام جولة المفاوضات القادمة التي من المتوقع أن تشمل الإطار السياسي الذي من شأن التوافق عليه وضع الخطوة الأولى على طريق حل الأزمة اليمنية وإنهاء معاناة الملايين من اليمنيين جراء العدوان والحصار .

عاد القصف الهمجي وعاود مرتزقة العدوان استهداف الأحياء السكنية بقذائف المدفعية في مناطق متفرقة من محافظة الحديدة ضاربين بالتفاهمات التي أفضت عنها مشاورات ستوكهولم عُرض الحائط ، وهو ما يفسر رفض وفد المرتزقة التوقيع على مسودة التفاهمات المتفق عليها برعاية أممية ، فالتوجيهات السعودية والإماراتية التي صدرت للمرتزقة عطفاً على الأوامر الأمريكية نصت على المراوغة والتسويف وعدم التوقيع على ما يتم التفاهم بشأنه ، وعلى وجه الخصوص ملف محافظة الحديدة ، التي لا يريد الأمريكان ومن خلفهم آل سعود وآل نهيان وقطيع المرتزقة بمختلف توجهاتهم أن يتوقف العدوان عليها وأن تنعم بالأمن والأمان وأن يتم تجنيبها الخراب والدمار ، رغم أنه تم التوصل إلى تفاهمات من شأنها تجنيب الحديدة الويلات التي قد تترتب على استمرار العدوان والعمليات القتالية فيها .

وهنا نتساءل: ما موقف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومبعوثه إلى اليمن مارتن غريفيت من هذه الانتهاكات والخروقات التي أقدم عليها العدوان ومرتزقته في الحديدة خاصة وفي بقية الجبهات عامة ؟! هل يعقل الصمت على مثل هذه الممارسات التي تهدد بنسف الجهود الأممية المبذولة من أجل إحلال السلام وإيقاف العدوان ورفع الحصار؟! ما الذي ينتظروه حتى يتخذوا مواقف إيجابية من شأنها ردع المرتزقة وأسيادهم وإجبارهم على الالتزام بتفاهمات السويد على طريق تحقيق السلام المنشود في اليمن ؟!! وأين ذهبت الدول الضامنة التي قالت إنها حريصة على تحقيق السلام في اليمن وإنهاء معاناة الشعب اليمني التي أنهت عامها الرابع، وباتت على مشارف العام الخامس؟!

بالمختصر المفيد ما يحصل في الحديدة جريمة في حق الإنسانية وانتهاك سافر للقوانين والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان، فلا يعقل والعالم يحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان وعقب مشاورات السويد أن يستمر العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي في غيه وإجرامه ووحشيته وقصفه وحصاره للملايين من اليمنيين ، وأن يواصل مرتزقة العدوان مغامراتهم الصبيانية الرعناء تجاه الحديدة بغية تدميرها وتخريبها وقتل وتشريد أهلها والسيطرة عليها والتحكم في مينائها ومطارها ومنشآتها الحيوية والاستراتيجية ، يجب وضع حد لهذا العبث والصلف والإجرام ، وإلزام قوى العدوان ومرتزقتهم بالتفاهمات المتوافق عليها في ستوكهولم إذا ما كانت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي جادين في تحقيق السلام في اليمن وطي ملف الأزمة اليمنية وإيقاف العدوان ورفع الحصار وإنهاء معاناة 30مليون مواطن يمني ويمنية ذاقوا الأمرين على مدى أربع سنوات عجاف .

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .