النباء اليقين

مطار صنعاء الدولي

الهدهد / مقالات

بقلم / محمد عبدالله اللساني

 

لا يخفى على العالم وخصوصاً الأمم المتحدة هذا الحصائر الجائر والغاشم واللاإنساني برًّا وبحراً وجوًّا على وطننا العزيز من دول العدوان الصهيوأمريكي والسعوإماراتي، ناهيك عن القصف بكل أنواع الأسلحة التقليدية والمحرمة دولياً وقتل وتشريد شعب بأكمله أن دولَ العدوان والتي تمارس أبشع جريمة إبادة جماعية على الشعب اليمني ومن خلال إحدى وسائل العدوان وتتمثل بالحصار والتجويع المتعمد والتي تعد جريمةَ حرب مكتملة الأركان تضاف إلى جرائمهم الوحشية.

 

بالأمس وفي محادثات السويد يتحدث ممثلو الشرعية الوهمية الذين هم فعلاً كومبارس لدول العدوان عن فتح مطار صنعاء الدولي ويملؤون العالم ضجيجاً بوسائلهم الإعلامية عن هكذا حدث ومن خلال متابعتي لتصريحاتهم وحواراتهم وبكل بجاحة يتحدثون عن فتح المطار ولكن بشروط (تحويله إلى مطار داخلي)، هنا يظهر مدى المكر والتحايل الذي يستندون إليه كمناوره خبيثة إعلامية يبدو ظاهرُها إنسانياً وباطنها سمٌّ زعاف، وهكذا يصنعون العراقيلَ المفخخة في كُـــلّ حواراتهم التي لا تمثلهم بتاتاً؛ كونهم أراجيز في أيادي دول العدوان تحَـرّكهم كالدُّمَى.

 

وبمعادلة بسيطة كيف يطالبون بتحويل مطار صنعاء إلى مطار داخلي بينما مطار عدن غيرُ آمن وباعترافهم وكذا مطار سيئون وكان آخر قرار لمن يدّعون الشرعية ظلماً وعدواناً هو أن يبقى مبيت الطائرات اليمنية خارج الوطن نظراً لظروف أمنية بمعنى أن مطارات عدن وسيئون وغيرها أصبحت فقط نقاطَ وصول وتفتيش وترانزيت في مناطق يدّعون أنها محرّرة وما قرارُ فتح مطار صنعاء وتحويله إلى مطار داخلي هو فقط استمرار لتدمير البُنية التحتية واستكمالٌ للمشروع الاحتلالي وتحويل اليمن إلى تابع وخاضع لدول العدوان حتى في أبسط حقوقه.

 

وما هو حاصل اليوم في مطار عدن الدولي أصبح مطاراً داخلياً وترانزيت لدول العدوان حيث لا استمرارية للخدمات ولا للمعلومات والتجهيزات الفنية الأرضية؛ لإنعاش واستمرارية حركة الطيران والتي يحتاجها الطيران كمطار دولي بمسماة وعلى هذا فقس.

 

وأعتقد جازماً أن دول العدوان بهكذا تحايل وخداع مطلبي لا قانوني ولا شرعي يهدف كذلك إلى تجريد عاصمة البلد صنعاء عن أحد مقوماتها الأساسية وكذا تفريغ رمزية مطار صنعاء الدولية السيادية التي كفلتها القوانينُ والدساتيرُ المحلية والدولية وهذا ما تكفله قوانين منظّمة الطيران العالمية (الأيكاو).

 

فكما تم تفريغُ مطار عدن من السيادة باسم الظروف الأمنية يريدون تطبيق هذا على مطار عاصمة كُـــلّ اليمن صنعاء.

 

وتُعتبَرُ المطارات حق مشروع كما هو حال بقية الموانئ بالعموم ولزاما تحريرها والتي تمثل كُـــلّ يمني كما بقية المطارات والموانئ العاطلة والتي تم تجريدها من مضمونها تماماً فأصبحت نقاط تدار من وراء الكواليس فبعد أن تم تفريغ مضمون المطارات والموانئ التي تخضع لدول الاحتلال (الإمارات والسعوديّة) يريدون اليوم استكمال ما تبقى من حرية ورمزية وسيادة لمطار صنعاء الدولي في إطار منهجية احتلالية خبيثة وتدميرية.

 

وبعد أن كانت الطائرات اليمنية بركابها تخضع للتفتيش والإهانة المتعمدة في مطار بيشة يريدون تحويل مطار بيشة إلى مطار عدن وحضرموت؛ كونها ترزح تحت وطأة المحتلّ.

 

ولم يكتفِ العدوانُ برفع رسوم تذاكر السفر وصعوبة الحصول عليها بل يتمادى أَكْثَــــر وأَكْثَــــر في تقييد حريات وحقوق شعب بأكمله شمالاً وجنوبًا شرقاً وغرباً.

 

ومن هنا يظهر جلياً للأعمى والأبكم أن ارجوزات الشرعية الخيالية والأسطورية يتلذذون بخدمة دول العدوان الاستكبارية في اهانة الشعب اليمني وتجريده من كُـــلّ حقوقه تنفيذاً لأجندات المحتلّ الصهيوأمريكي.