النباء اليقين

العقيق اليماني.. ثروة وتراث يمني من قديم الأزل

الهدهد / متابعات

يحتل العقيق اليماني منذ القدم قائمة أشهر منتجات اليمن وصادراته الوطنية، كما هو حال البن والعسل وغيرها من المنتجات، ويحظى بشهرة عالمية واسعة تجاوزت حدود جماليته وبريقه، وتغنى به الشعراء حتى قال أحدهم:
“كلّ خمرٍ علينا محرم غير خمر العقيق اليماني”

والعقيق هو نوع من أهم الأحجار الكريمة التي اشتهر بها اليمن وارتبط اسمه بها منذ قرون، وهو بالنسبة لليمنيين ثروة وتراث، يستخرجه حرفيون هواة من بطون الجبال بطريقة تقليدية باستخدام الأزمير في عمليات الحفر، وتبلغ قيمة الفص الواحد منه في بعض الأحيان أكثر من 500 دولار.


أهم أنواع فصوص العقيق هي الأحمر الرماني والكبدي والمزهر والسماوي والأبيض والأرجواني


إنتاج العقيق

عملية إنتاج فصوص العقيق تمر بمراحل عديدة من التنقية والصقل قبل أن تصل إلى ألوانها البراقة بالجمال، وتستخدم غالباً في تزيين الخواتم والبدلات والقلائد الفضية النسائية، كما تطعّم بها السيوف والخناجر، وهناك ابتكارات أخرى كالميداليات والسبحات وكرات المكاتب وغيرها.

وتختلف جودة العقيق بحسب درجة اللون، الذي يعطي للحجر قيمة أعلى، إذ هناك أكثر من عشرين نوعا من الأحجار الكريمة، أهمها العقيق الأحمر الرماني والكبدي والمشجر الذي يتميز بأشكال ورسوم طبيعية فيه.

وتنحصر تجارة العقيق في العاصمة صنعاء وتحديداً في سوق باب اليمن حيث يعج بعشرات المحلات لبيع العقيق.

عوامل مهددة
غير أن هذه الصناعة -وبحسب مختصين- صارت محاطة بالكثير من العوامل الداخلية والخارجية المهددة لها، أهمها غياب الرعاية الرسمية الداعمة لعملية تطوير الإنتاج للمنافسة في السوق العالمية، إضافة إلى ظهور الغش في الأسواق المحلية مع تدفق أحجار العقيق الخام من خارج البلد.

ويقول مدير شركة مملكة العقيق اليماني في صنعاء القديمة إبراهيم شرهان للجزيرة نت إن هناك إقبالا وطلبا محليا وخارجيا على شراء العقيق، وإن أكثر الدول استيراداً له هي السعودية وإيران والعراق ولبنان وسوريا والأردن ومصر.

من استخدامات العقيق أيضا صناعة السبحات

وأضاف أن أكثر الدول استيراداً للعقيق اليمني هي التي توجد فيها الطائفة الشيعية بكثرة كونهم يحبون العقيق بشدة، وهناك اعتقاد سائد لدى البعض منهم بأن هذا حجر فيه البركة وأنه يطرد الأفكار الشريرة وأنه يقي من العين.

لكن هذا الإقبال -بحسب إبراهيم- بدأ يشهد تراجعاً بعض الشيء خلال الفترة الماضية نظرا لضعف القوة الشرائية لدى اليمنيين وتراجع حركة السياحة نتيجة عدم الاستقرار السياسي في البلاد.

دخول الغش
من جهته، أشار خالد شامية، وهو خريج بكالوريوس جيولوجيا متخصص في صناعة وتصدير الأحجار الكريمة، إلى أن عملية بيع العقيق لدول الجوار تأثرت كثيرا في الآونة الأخيرة مع دخول الغش للمنتج.

وقال شامية للجزيرة نت إن هناك تواطؤا من كثير من الجهات المسؤولة على المطارات والمنافذ البحرية التي تسمح بإدخال شحنات أحجار أفريقية أو صينية عبر حاويات تحمل أحجار عقيق وخامات طبيعية، يتم من خلالها الغش في السوق بعد أن يتم تقطيعها بالطريقة اليمنية وتباع على أنها عقيق يمني.

وأضاف أنهم يحتاجون إلى جهات ضبط يمنية تمنح شهادات تعطي ضمانات للخارج بجودة المنتج اليمني وتحد من عملية التزوير خصوصاً في ظل دخول منافسة قوية من شركات خارجية، تقوم بعضها -بحسب شامية- بعملية الغش باستخدام اسم اليمن في هذا المجال للمنتج بهدف الربح السريع.