النباء اليقين

بين ثورة الإمام زيد.. وثورة اليمنيين

الهدهد / مقالات

بقلم / حمود الأهنومي

في هذه الحلقة سنتطرق لبعض العناصر التي من خلالها نقارن بين الثورتين، وستكون ختام هذه السلسلة من المقالات.

 

11- الخروج من الذلة إلى العزة

يعي المجاهدون عواقبَ الانحباس والانحصار في البيوت، وعدم المشارَكة في جبهات العزة والكرامة؛ ولهذا يندفعون إلى الجبهات بشكل أسطوري، إنهم يعون أن أهلَ المسجد المحصورين في المساجد والبيوت اليوم سوف لن يغنوا من أمر الدواعش شيئاً، وأنهم بذلك لن يجلِبوا إلا الذلة، التي حذَّر منها الإمامُ زيد أولئك المحصورين في المسجد يوم قال لهم: “أخرجوا يا أهلَ المسجد من الذل إلى العز، وإلى الدين، والدنيا، فلستم في شيء منها”.

إنهم يعون ما يردِّدُه السيِّدُ القائد حفظه الله أن التضحياتِ مهما عَظُمَت ومهما بلغت لن تكون إلا أقلَّ القليلِ مما ستخسره أمتنا في حالة الاستسلام، وأن تلك التضحيات في عزة وكرامة وفي مرضاة الله وتحقِّق لأمتنا ما تبتغيه من الاستقلال، وتلبي الواجب الشرعي والديني إزاء المعتدين، فإنَّها تظل الخيار الأفضل، والنموذج الأمثل والأسلم والأقل كلفة.

بعض الأحزاب والشخصيات والتيارات تدعي مواجهة العدوان، ولكنها تكتفي بدور النظارة، المتفرِّجين على المشهد، ولا تقدِّم أي دليل على جِدِّيتها وصِدْقِ موقفها، وهذه قوائم المنتسبين إلى الجيش طويلة جداً بلغت مئات الآلاف، لكن قلة منهم فقط هم مَنْ باعوا أنفسهم لله، وهبوا يدافعون عن الأمة والوطن والأعراض، بينما ظلت البيوت تكتظ بهم وبأجسامهم الممتلئة المكتنزة من خيرات الوطن، فنمت عليه وترعرعت وترهّلَتْ، ولما دعا داعيه للجهاد دفاعا عنه، لم يُرَ منهم إلا أقفيتُهم، ودورانُهم حول بيوتهم ومزارعِهم، وما أحقَّهم بقول الشاعر:

قنافذُ هدَّاجون حول بيوتهم.. بما كان إياهم “عطيةُ” عوّدا

نسي هؤلاء أنهم ببقائهم إنما يحكمون على أدوراهم بالموت المبكِّر، وأن التأريخ سيضعهم شبانا أقوياء بجانب العجزة من الكهول والنساء الضعفاء، في الوقت الذي سيضعُ إكليلَ المجد على رأسِ أية امرأةٍ كان لها دور عظيم في مواجهة العدوان، فرضي الله عنها، ورضيت هي بالعاقبة التي كتبها لها، بينما يضع على وجوههم علامة الخذلان، وعار الدهر والأَيَّـام، ثم العقوبة الإلهية من الخزي والوقوع في سخط الله وعذابه.

هم يعلمون أن التحرك في هذه الظروف سيُعطيهم ما يريدونه من عزٍّ، وما يبتغونه من دنيا، وما حَرَمهم العدوانُ من مرتَّباتٍ وأجورٍ؛ إذ بمجرد أن يستعيد اليمنُ قرارَه واستقلالَه وحريتَه وكرامته، فإنَّ الخير سيعود ممتلئَ الوفاض، فائض البركات، متوفر الخيرات.

 

12- جذور داعش.. وأسرانا

الممارساتُ الداعشية التي ينشغل بها العالم هذه الأَيَّـام بشأن استدراج الكاتب (خاشفجي) وتقطيعه بالمنشار من قبل السلطات السعودية في قنصليتها بأستنبول، هي الممارسات التي نواجهها اليوم مع أزلام العدوان السعودي الأمريكي في اليمن، وهي هي التي كانت أيضاً موجودة على عهد الإمام زيد -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ-.

إن ما يرتكبونه مع أسرانا في مأرب والجنوب والسعودية والإمارات والساحل الغربي يمكننا أن ننظرَ نسخته الأولى في ذلك الوالي الأُموي الحقير يوسف بن عمر، حيث يُخبِرنا التأريخ أنه ما إن استشهد الإمامُ زيد -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ-، حتى نادى منادي يوسف بن عمر: “من جاء برأسٍ أو أسيرٍ فله ألفُ درهم”، فاستبق أهل الشام على الرؤوس والأسارى، فكان لا يُؤتَى يوسف بن عمر بأسيرٍ إلا أمر بقتله وإحراقه.

بعد أن فاز الإمام زيد عليه السلام بالشهادة أخرجه الطغاة من قبره، من تحت الماء، وصلبوه عريانا لمدة أربع سنين، ثم أحرقوه بالنار، ثم ذروا رماده في الفرات. ثم أذاقوا مَنِ اتهموه من أهل الكوفة بنصرته سوءَ العذاب، فقتلوا الرجال، والنساء، وعذَّبوهم، وأحرقوهم، وسحلوهم، وصلبوهم.

تماما كما يفعل التكفيريون اليوم بخصومهم غدرا وصلبا وسحلا وتحريقا وتغريقا وتعليقا ودهسا ورميا من شاهق، ودفنا للجرحى أحياء، هذه المدرسة التكفيرية لها جذور في هذا التأريخ المظلم، إنها ممارسات أموية سالفة؛ ولهذا يجب أن ندين هذا السلوك في تأريخنا حتى لا نعطي أية شرعية تأريخية لمن يمارسه اليوم.

وهذا أيضاً يطمئن أن الثوار اليمنيين الأحرار يمضون في طريق الأئمة المصلحين، الآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر.

 

13-       خطورةُ السكوت على الجرائم

مثَّل مقتلُ الإمام الحسين بن علي الذي تنزَّلت الآياتُ القرآنية بفضله، وامتلأت كتبُ الحديثِ النبوي بمناقبه – نقطةً فارقةً في تأريخ الإسلام، كشفت أن الأمة انحدرت إلى مستوىً سحيقٍ من البُعد عن الله، والغفلة عن مشروعه الإلهي في هذا الوجود، وعكست مقدار البعد عن تعاليم القرآن الكريم؛ ولهذا كان على المجتمع المسلم آنذاك أن يتلقَّى هذه المصيبة الفادحة باعتبارها صدمة فكرية وأخلاقية وروحية واجتماعية، وأن تُزَلْزَلَ أفكارُه، لكي يعود إلى رشده، ويتلمَّس الهدى؛ ليضع رجله في الطريق الصحيح.

إن قتلَ الإمامِ الحسين وأهل بيته – الذين هم أهلُ بيتِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – بتلك الطريقة الوحشية، جرّأ تلك السلطة إلى ارتكاب المزيد من الجرائم؛ لذلك فقد أعقبها الأمويون في العام التالي بجريمةِ استباحةِ المدينة المنورة ثلاثة أيام، بكلِّ ما تحمله كلمة (استباحة) من معنى، ثم أعقبوها في العام التالي أيضاً بجريمة قصفِ الكعبة بالمجانيق، وتحريقها، وإخافة الداخلين بالمسجد الحرام الذي جعله الله للناس أمنا.

وهكذا الأمر بالنسبة لمقتل الإمام زيد بن علي عليه السلام، وقتله وصلبه ثم حرقه، وكذلك ارتكاب أسوأ أنواع الخسة والانتقام حتى بحق النساء، والتي كان يجب أن تتحرّك الغيرة في المجتمع العربي المسلم للوقوف في جه تلك الممارسات، لكنها ارتُكِبَتْ والأمةُ تغصُّ في سُباتٍ عميق، لا تستنكر ولا تهتم لمثل تلك الفظاعات.

وبالمقارنة فإنَّه على هذه الشعوب التي نعايش اليوم سكوتَها المخزي، وصمتَها الشيطاني، وهي ترى المجرمين من تحالف العدوان السعودي الأمريكي يعيثون فسادا في اليمن أرضا وإنْسَانا، حتى أنهم لم يتركوا خطَّا من الخطوط الحمراء إلا وتجاوزوه، ولا جريمة ولا فرصة من جرائم وفرص القتل إلا وأسرعوا إليها.

هل كان يمكن للنظام السعودي أن يتجرأ على قتل صحافي بتلك الصورة البشعة والسافرة في أستنبول لولا أنهم أعطوه إشارة خضراء في جرائمه في اليمن مثلاً؟ وهل كان يمكنه إصدار الأحكام القاسية والتي بلغت حد الإعدام بحق مفكري نجد والحجاز وعلمائهما ومشايخهما لولا أنه تم التطبيل له في جرائمه في اليمن ثم ارتدّ ضرره وإجرامه حتى على من أيدوه من أولئك الوعاظ والدعاة؟!

إن على شعوب العالم اليوم ولا سيما شعوب المنطقة والعالم الإسلامي أن يستعِدُّوا لجرائمَ مشابهةٍ ستمارَس ضدهم، وترتكَب بحقهم، وسوف لن يجدوا الكثير ممن يستنكرُها؛ لأنهم هم قد حكموا على أنفسهم باستحقاقهم لها بسكوتهم حين مورِست بحق اليمنيين فسكتوا، ولم ينبسوا ببنت شفة.

حتى اليوم وعلى مدار ما يقارب الألف والثلاث مئة يوم ارتكب العدوان السعودي الأمريكي مئاتِ المجازر بحق شعبنا، وكثير منها جرائم حرب، كفيلة بأن تضع أرباب التحالف خلف قضبان العدالة، وأن يتحرَّك كلُّ حر، وكل مسلم، وكل إنْسَان لإيقافها، ومع ذلك فهناك صمتٌ عالميٌّ وعربي وإسلامي مطبِق، ومخزٍ، يبيِّن بوضوح أن منظمات حقوق الإنْسَان العالمية، والمحلية، والأنظمة العربية، والإسلامية أصبحوا أصفاراً في هذا الباب، وأن الحديث عن الحضارة الغربية ورقيها، وعن العلمانية وفضائلها، وحرية الإعلام وفضاءاته الواسعة، وعن الشرعية الدولية، كله هراء في هراء، وأنها كلها غير جديرة بالثقة، ولا بالتأثر بها، ولا بالانتظار منها خيرا، وأنها بعيدة عن كُـلّ الادّعاءات التي أطلقها أصحابها وصكوا مسامعنا بها.

وأي إسلام هذا الذي طالما رطن به مطاوعة السعودية وغلمانهم في اليمن؟ وأي إسلامٍ هذا الذي أوسعونا به زجرا وتخويفا أن يعتدي أحدُنا على هِرٍّ، بينما سمح لهم بالاعتداء على جميع الأحرار، والحيوانات، والبشر، والحجر القابعين على هذه الأرض اليمنية؟ وأي إسلام عليه شيوخ الأزهر، والقرويين، وفاس، والمشارقة والمغاربة، يسمح أو يبرّر السكوت على / أو المباركة لارتكاب مئات الجرائم والمجازر بحق شعب عربي مسلم؟ والتي مجزرة واحدة فقط منها كفيلة بتحريك ضمير الجبال والبحار إن كان لها ضمير، دعك من هؤلاء الذين ملأوا الدنيا زعاقا ونعيقا بحضارتهم وأخلاقياتهم وحقوق الإنْسَان لديهم، ثم لم نجدهم نحن كيمنيين إلا شركاء قذرين ووقحين في مجازِرَ بشعة وفظيعة تُرْتَكب بحقِّ شعبٍ عربي مسلم، لا ينوي الشر بأحد.

في قادم الأَيَّـام ستشن إسرائيل وأمريكا وغيرُهما حروبا همجية، ضد الفلسطينيين وغيرِهم، وسيسومونهم سوء العذاب، ويرفعون سقْفَ جرائمِهم إلى الحد الذي ابتدعه السعوديون، وحين يرتكبون جريمة أو اثنتين، وتستنكر عليهم المنظمات الحقوقية، فإنَّ مجازرَ العدوان على اليمن ستكون الملاذَ الاضطراري للصهاينة وغيرِهم لتبريرِ جرائمِهم القذرة وغسلِها، ومَن سيسمع لهم شكواهم حينئذ؟!.

إن إسكاتَ صوتِ هذا العدوان، وإطفاءَ ناره السموم، وإدانة جرائمه البشعة مصلحةٌ إنْسَانية أولا؛ لأنها ستُغْلِقُ الباب أمام أيِّ معتدٍ غاشمٍ ينوي أو يبيِّت الإجرام ضد آخرين بذات الجرائم التي طالت اليمنيين وبقدر مستواها في الفظاعة، وهو أيضاً مصلحة عربية وإسلامية؛ لأنه إذَا تم إيقافُ الحرب وتم إدانتها ومحاكمة المتورِّطين فيها فربما ستساهم في إعَادَة الاعتبار لبعض الأخلاق، والحدود، والقيم، وقواعد الاشتباك، وهذا ما لا أظنه سيكون في المستقبل المنظور.

 

14-       المرتزِقةُ بين الأمس واليوم

في جديدِ الصحافة الغربية أنها سرّبت تقاريرَ موثقةً تفيد أن النظام العميل في الإمارات استعان بمرتزقة أمريكيين جلبهم عن طريق شركات صهيونية، لتنفيذ مهمات الاغتيالات ضد أوليائهم وعبيدهم الذين قد يخالفونهم في بعض الأولويات، ومن قبل من المشهور عالميا أنهم استعانوا بمرتزقة (دارين كروب) و (بلاك ووتر)، وميليشيا الجنجويد، والزنوج، والصوماليين، وكثير من شذاذ الآفاق من مختلف أصقاع العالم.

كل ذلك ليطفئوا ثورة الشعب اليمني التوّاق إلى الحرية والكرامة، وهذا الأمر يبيِّن أين يقف اليمنيون اليوم في صراع الحق والباطل الذي يمتد على طول الزمان منذ بدء الخليقة وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

ومثلهم استعان فراعنة عصر الإمام زيد بمرتزقةٍ جلبوهم من السند يقال لهم (القيقانية) وكانوا رماة محترفين بالنبل، واستخدموا في معركتهم معه فرقة كبيرة منهم بلغ عددها (2300) رامٍ، وكان هؤلاء المرتزقة أحد مكونات الجيش الأموي في ذلك العصر، ويستعان بهم على الرمي، وهو يشير إلى تخلي العرب عن مشروع الأمويين، الذي بات واضحا أنه مشروع لا يمت للحاجة الإنْسَانية، ولا يلبي حتى مصالح الجنس العربي فضلا عن غيرهم من الأجناس الأُخْــرَى داخل المجتمع المسلم.

 

15-       يسبون الزهراء

يجدُ اليومَ المتابعُ لكتابات ومحاضرات مرتزِقة الرياض جراءة عجيبة للنيل من المرأة، ولا سيما من سيدة نساء العالمين الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؛ فقط لأن الله أخرج من ذريتها الطيبة السيد القائد عبدالملك الحوثي، وبدلا من أن يكون ذلك مصدرَ احترام، جعلوه مبعث سباب وشتيمة لمن بشرها الله بالسيادة على نساء العالمين.

ولم تصل جرأتهم إلى هذا الحد إلا بعد أن أوسعوا الأئمة من أهل البيت عليهم السلام سبابا وشتما، ووصلت بهم الحماقة إلى الطعن على الإمام علي عليه السلام، والإمام زيد، والإمام الهادي يحيى بن الحسين، وغيرهم، وهذا يؤشر لمستوى القذارة التي تهدد حاضر ومستقبل اليمن إن تمكّن هؤلاء من الوصول إلى سدة القرار.

ولا يعدم أحدُ هؤلاء المرتزِقة سلفاً سيئاً له في هذه القضية على عهد معركة الإمام زيد -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ-، فقد برز هناك جندي أموي يسب فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما سمعه الإمام زيد بكى، وقال: أما أحدٌ يغضب لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أما أحدٌ يغضبُ لرسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ أما أحدٌ يغضبُ لله؟.. فاستتر أحد الأبطال من خلف النظَّارة، واستطاع أن يفتك به فأتى الإمام زيدا، فجعل يُقبِّل بين عينيه، ويقول له: “أدركتَ والله ثأرَنا، أدركْتَ والله شرفَ الدنيا والآخرة وذخرها، اذهب بالبغلة فقد نفَّلتُكها”.

ومن يخوض هذه المعركة في هذه الأَيَّـام إنما هو في الحقيقة يدرك شرف الدنيا، والآخرة كما وصف ذلك الإمام زيد نفسه -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ-.

 

16-       الجزاء من جنس العمل

إمعاناً في قتل فكرة الثورة التي قادها الإمام زيد سوَّل للأمويين شيطانُهم الداعشي أن يصلُبوه على خشبةٍ، عريانا، وأن يطوفوا برأسه في الآفاق، غير أن الله جعل من تلك الإهانة مكرُمة، حيث أرسل العنكبوت لتنسج خيوطها وتستر عورة الإمام، كما تدلَّت بعد ذلك قطعة من جسده لتستر عورته، وهذا ما أحدث أثرًا عكسيا لما أراده الحقراءُ من تحقير الإمام، فتعلّقت بالإمامِ الشهيدِ الثائرِ قلوبُ المسلمين، وازدادت منزلتُه وفضله بشكل كبير.

ومع ذلك فإنَّ الله قد عاقب الظالمين بعقوبةٍ مماثلة لإجرامهم، فبعد حوالي 10 سنوات فقط رؤي جسدُ هشام بدمشق – وكان قد طلي عند موته بموادَّ حافظة للجسد من التحلل – مُحْرَقاً، ومصلوباً مجلوداً، وتحقّق ناموس الله حيث يقول: (ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله)، أما يوسف بن عمر الوالي الأموي فإنَّه ضمن تصفيات الأمويين فيما بينهم حُبِس، ثم أخرِج من الحبس، وقطِّع قطعا، ووضِع عَلَى كُلِّ بَابٍ منْ دِمَشْقٍ مِنْهُ عُضُوٌ، قال الراوي: “كُنْتُ بِدِمَشْقَ حِيْنَ قُتِلَ يُوْسُفُ بْنُ عُمَرَ، فَجُعِلَ فِيْ رِجْلِهِ حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ، وَجَعَلَ الصِّبْيَانُ يَجُرُّوْنَهُ وَقَدْ قُطِعَ رَأْسُهُ، وَكَانَ قَصَيْراً، فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَمُرُّ بِهِ فَتَقُوْلُ: لأَيِّ شَيءٍ قُتِلَ هَذَا الصَّبِيُّ”.

ألا ما أَكْثَـر إنصافك أيها الزمان، وبعد ذلك يأتي حكم الحاكم الديان.