النباء اليقين

الإنسانية حسب معايير الشيطان

الهدهد / مقالات

علي الشرفي

 

في ليلة مليئة بالضباب التي غطت معظم جبال مران بمديرية حيدان بمحافظة صعدة، كانت هناك أسرة تستمع لبعض فقرات من الإنسانية التي مورست في أعلى صورها تجاه الشعب اليمني من قبل عبيد إبليس وأنصاره ،، لقد سمعت النساء أيضاً بمركز أحد عبيد إبليس المدعو سلمان وهو ينثر صدقاته الإعلامية على بعض المناطق في جنوب بلادنا فارتأت تلك النساء أن الدنيا عوافي وأن من يهب تلك الصدقات لا يملك أسناناً وبالتالي سيذهبن ليمارسن عملهن صبيحة اليوم التالي ،، وما إن طلع الصبح حتى أخذت تلك النساء الأربع حوائجهن المعتادة ( الخبز + الماء + الحبل + الشريم ( المنجل) ) وذهبن بين مزارعهن يحتطبن ما يشبع بطون دوابهن الآتي يؤمن جزءاً من الغذاء اليومي لتلك الأسر الفقيرة ، ومع الأهازيج الشعبية المعروفة كادت تلك النساء أن يكملن عملهن والفرحة تغمرهن ولكن هنا كانت المفاجأة ..!!

لم تكن تعلم تلك النساء أن هناك من يرصدهن ويترقب اللحظة المناسبة لتقاربهن حتى يقضي عليهن كنوع من الإنسانية المعتادة لعبيد أبليس ، فما إن تقاربن حتى أرسل ذاك الذي يدعونه بخادم الحرمين صواريخه الأمريكية المخصصة لقتل النساء ، وما بين الشد والتحميل لما احتطبنه من المزرعة كان الصاروخ يمشي مسرعاً نحوهن ليصل حامل بركة قطبي هذا العالم ليقضي عليهن دفعة واحدة باستثناء واحدة بقيت شاهدة على الإنسانية الشيطانية ..

لقد سمع أبناء المنطقة انفجار الصاروخ وسمع الأقربون أنين الرابعة ، حينها هب عدد من الناس للإنقاذ بينهم أحد الأقارب الذي وصل مبكراً يقتفي الأنين الذي انقطع حينما اقترب ذاك من المكان .. لا أخفيكم ،، لقد جد في البحث عن قريبته كثيراً ، التفت يميناً ويساراً وهرول للأسفل وكان هذا ما وجده ؟!!

لقد وجد المنجل والخبز المتناثر وأيضاً وجد الأحذية التي اشتراها يوماً لقريبته ،، كان هذا صادماً ومؤلماً إذا تأكد له أنها هي بعدما رأي يداً مبتورة عليها حِلق زينة كان هو من اشتراها أيضا ،، ولكن أين هي قريبته ؟

لقد وجدها أناساً كانوا نازلين من المزارع أعلى ذلك المكان ، فقد أخذها ضغط الصاروخ ورمى بها عشرات الأمتار للأعلى وذلك من قوة الإنسانية التي حمّلها عبيد أبليس على متن هذا الصاروخ الأمريكي الذي لم يطلقه عبيد الشيطان بشكل عشوائي إنما بشكل متعمد ووفق إحداثيات دقيقة لانتزاع أروح تلك النساء وإراحتهن من شظف العيش وفق معايير أبليس للإنسانية .