النباء اليقين

والحرب الاقتصادية على أشدها.. ما كان مضحكا سيضحى مبكيا

الهدهد /

إبراهيم الوادعي

في خطابه الخميس 04 أكتوبر كاشف السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي قائد الثورة الشعبية شعبه بأهداف الحرب الاقتصادية ،والى اين يريد العدو الوصول حيث بدأ الفصل القاسي من هذه حرب الاقتصاد والتجويع، مطالبا بتفعيل كل وسائل المواجهة واستحضار مواجهة الحرب الاقتصادية في تفاصيل حياة كل منا.

 

سأنقل من الواقع حادثة أعاد خطاب السيد عبد الملك إلى ذهني قراءتها ولكن بما ألمني لا بما أضحكني عند سماعها قبل عام، وهو يتحدث عن الهدر في مستوانا كمواطنين عاديين تفاصيل حياتنا، وكيف يمكن لتغيير في نمط التفكير الشخصي والحياة الاعتيادية أن يتحول الى سلاح بيد المدافعين عن الأرض والعرض على الجبهات العسكرية.

 

والقصة تعود لبداية إطلاق نظام البطاقة السلعية العام المنصرم – والتي طالب السيد الحكومة بإعادتها بعد تصحيح الاختلالات التي أدت إلى توقفها، حيث استلم محاسبون وصديقي لي أحدهم، في الجهاز التنفيذي بمدينة المحويت يتبعون جميعهم لمكتب المالية والوحدة المحاسبية – بطائقهم السلعية والمفترض أن يتسلمها كل منهم من مولات العاصمة صنعاء.

 

الجميع في اليوم التالي وبشكل منفرد استقل سيارته وسافر إلى العاصمة لصرف البطائق، وانتقل من زاوية القصة المضحكة في انتقال ديوان القات أعلى المجمع المالي في المحويت إلى ظمران سنتر في الستين بصنعاء أو احتلال واجهة المول بنحو 20 سيارة ولا موكب عرس، وغياب المحاسبين عن دوامهم دفعه واحدة.

 

عددهم كان 25 شخصا سافروا إلى صنعاء بنحو 20 سيارة، وفق ما أخبرني صديقي، ومادام أنه خمسة أشخاص منهم تشاركوا سيارات زملائهم الكبيرة التي يمكنها حمل أكبر، واحجام مكائنها لا تقل عن 2700 سي سي  كالتوسان والسنتافي ، و4500 سي سي للحبه والصالون والبرادو التي تستهلك 4 دبات بنزين ذهابا وإيابا – يملك صديقي سيارة سوناتا ماكينة 2700 سي سي تستهلك دبتي بنزين ذهابا وإيابا على أقل تقدير.

 

سأفترض أن جميعهم استقل سيارة بشكل مستقل ذات صرف بنزين موحد واعتمد قياس ماكينة 2000 سي سي صغيره مساوية لماكينة سيارتي فلست في موضع الدقة العلمية.

 

ماكينة 2000 سي سي تستهلك من المحويت إلى صنعاء 30 لترا ذهابا وإيابا – حسبة عداد من واقع خط المحويت صنعاء وتضاريسه -وبحساب بسيط فالنتيجة انه جرى تعبئة السيارات بنحو 750 لتر من البنزين – ثمانية وثلاثين دبة بترول تقريبا.

 

تخيلوا ذلك.. استهلاك أربعه براميل بترول تنقص دبتين ونصف فقط لصرف بطائق سلعية بقيمة مليون و200 ألف ريال فقط تزيد قليلا تنقص قليلا بحسب حجم نصف راتب كل منهم.

 

في الشهر التالي استأجروا شاحنه ميتسوبيشي استهلكت فقط لإحضار ذات الكمية من صرف البطاقات السلعية نحو خمس دبات ديزل فقط،  100 لتر – نصف برميل فقط ، وكلف استئجارها كل فرد منهم 2000 ريال فقط شاملة مصروف شخصين من المجموعة توليا السفر مع السائق لإحضار متطلبات الجميع إلى باب بيته .

 

وبالعودة إلى عدد السيارات الفعلي 20 سيارة فنجد أنها قطعت جميعها مسافة 5 الاف كيلو متر تساوي المسافة بين المحويت ومكة المكرمة مرتين ذهابا وإيابا، واستهلكت في مجموعها 3 بدلات زيت من النوع العادي في غضون خمس ساعات، وجميع ذلك يكلف البلد عملة صعبة يصعب توفيرها اليوم في ظل الحصار الخانق والحرب الاقتصادية الشرسة.

 

استمرار الهدر الذي اعتدناه في تفاصيل حياتنا وعقلية والحجل في ان يرانا الاخرون نمشي يجب أن تتغير، والتكاسل عن خدمة بعضنا بعضا يجب ان تزول، وبقليل من التنسيق على مستوى الأسرة والعمل والمجتمع المحلي الصغير والكبير يمكننا قلب الحرب الاقتصادية.

 

تناول السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الأمور البسيطة يعكس في جانب منه أهميتها في الحرب مع العدو، ونابع من إحساسه بمعاناتنا، رغم مسئولياته الكبرى، وهو إبلاغ للحجة علينا، لنتمكن من اسناد الجبهة العسكرية حيث موطن المناجزة والفرج بإذن الله.

 

ورحم الله الامام علي بن ابي طالب سلام الله عليه حين جاءه أهل العراق يشكون منع جيش معاوية إياهم ماء الفرات، فقال لهم: ارووا سيوفكم بالدماء ترووا من الماء..