النباء اليقين

مميزات الذكاء لدى الإنسان

“إنه شخص ذكي”.. عبارة ربما نسمعها كثيراً عن العديد من الأشخاص.. لكن قليل منا قد يخطر له أن يتساءل ترى ما معنى كلمة “ذكي”؟ ومن هو الشخص الذكي؟ وما هو الذكاء؟ وهل للذكاء أنواع عديدة؟ فبالنهاية حتى نعرف تماماً ما هي مميزات الذكاء لدى الإنسان.. علينا أن نحدد ما هو المقصود من كلمة “ذكاء”..

الذكاء.. اختلاف بين بيئة لأخرى، البعض لا يقتنع بامتحانات وتعريفات الذكاء وأنواعه المتعددة ويعدها مبتذلة، والبعض الآخر يقتنع ولكن بشكل متحفظ على بعض النقاط، والبعض يقول أن الذكاء ليس معياراً على تحديد وتصنيف الناس، وهناك من يؤكد أن النظريات المتواجدة الآن هي توجه وتقسم أنواع ذكاء وأن الامتحان مهما كان شاملاً لا يمكنه تحديد قدراتك العقلية بشكل دقيق ومفصل كونها عامة.

فتاريخياً كان الشخص المثالي الذكي للإغريق هو: الإنسان البارع فيما يعمله والعقلاني في تفكيره.

أما بالنسبة للرومان: فكان الشجاع.

الصينيون: اعتبروا أن كل من كان موهوباً في أحد أو بعض العلوم فهو ذكي.

أما بالنسبة لمجتمعاتنا الحديثة فالمقياس هو الذكاء قبل كل شيء…

لكن لا يوجد اتفاق موحد حتى الآن على تعريف للذكاء، وذلك كون الذكاء بمفهومه العام يختلف في معناه من بيئة لأخرى ومن موقع لآخر…

ففي المدرسة الذكي هو المتفوق في دراسته والحاصل على أفضل النتائج في امتحاناته. في قطاع الأعمال هو الشخص الذي يعرف كيف ومتى يمكنه استثمار الفرص التجارية والتسويقية وغيرها.

وفي رياضة كرة القدم الذكي هو الذي يستطيع قراءة تنبؤ تحركات أفراد الفريق الخصم وتحركات فريقه هو وترجمتها على أفضل وجه في تحقيق نتائج ايجابية لفريقه.

لكن إذا أردنا الوصول إلى معنى الذكاء بشكل عام ومجمل يمكننا القول أنه:

الأداة التي تمكن الأفراد والمجموعات من التأقلم بشكل أفضل مع الظروف المحيطة عن طريق سرعة البديهة وقوة ودقة الملاحظة.

أي أن يواجه الإنسان مشكلة أو تحدي، ويتمكن من حلها. فمثلاً قبل النار كانت عملية الأكل دون طهي هي المشكلة وباكتشاف النار وتطويعها تم حل المشكلة.

في القرن التاسع عشر اعتقد عالم النفس البريطاني فرانسيس غالتون Francis Galton أن الذكاء يُمرر من الأب لابنه ولهذا كان غالتون يبحث عن الذكاء في أحفاد رجال العظماء.

في الحرب العالمية الأولى كانت بعض القوى تفرض على من يرغب في الانتساب إليها اجتياز امتحان ذكاء (Intelligence Quiz) حيث تم إعداده لتقييم القدرات الذهنية للمتقدمين.

البعض فسر هذا بأن الذكاء يأتي عن طريق البيئة والمنازل ذات المواصفات الأفضل ومقاييس الحياة الأعلى كانت السبب في الاختلاف، وآخرين عزوا السبب بأن هناك أجيال عاشت حضارة أكثر تقدماً وازدهاراً علمياً من بعض أجيال أخرى، ولكن إن هذه الأمور والأسباب هي عامة كونها متداخلة مع بعضها البعض ولا يمكن فصلها أو عزلها بشكل منفصل عن الأخرى.

لكن من تمكن من الوصول إلى تفسير منطقي كان النيوزيلندي جيمس فلين:

حيث توصل إلى أن نتائج امتحان الذكاء لشخص ما تعتمد بشكل كامل على الأحوال الاقتصادية والثقافية والعلمية والخبرة الحياتية التي كانت سائدة في الجيل السابق لجيله هو مما يعطيه دفعة كبيرة نحو الحصول على علامة عالية أو العكس.

وبعض العلماء نظروا واستنتجوا أن الذكاء هو من الجينات (الصفات المتوارثة) والبيئة المحيطة لها دور في الذكاء وتطوير القدرات العقلية والعاطفية النفسية للإنسان.

أنواع الذكاء

قام عالم النفس الأمريكي هاورد جاردنر Howard Gardner بتفصيل سبعة أنواع ذكاء مختلفة هي:

1- الذكاء اللغوي: والذي يمكن من يمتلكه من الإبداع في الكتابة والحديث والخطابات؛ الذكي لغوياً سيكون أكثر قدرة على تعلم اللغات واستخدام اللغة في الوصول إلى أهداف معينة.

2- الذكاء المنطقي – الرياضي (Logic – Mathematical): الذي يتضمن القدرة على حل مشكلات منطقية أو معادلات رياضية ؛ الذكي منطقياً – رياضياً سيكون أقدر من غيره على التعامل مع المعضلات العلمية وفهمها وحلها، مثال على الذكاء المنطقي – الرياضي: ألبرت آينشتاين Albert Einstein.

3- الذكاء الموسيقي: المتضمن المهارة في الأداء الموسيقي وفي تأليف الموسيقى وتقديرها واستيعابها، كالودفيغ فان بيتهوفن Ludwig van Beethoven.

4- الذكاء الجسدي – الحركي (Bodily -KINESTHETIC): وهو الذكاء الخاص بإمكانية استعمال، كالرياضيون المتميزون هم من أمثلة هذا النوع.

5- الذكاء الفراغي (Spatial): هو الذكاء الذي يُمكن من يمتلكه من التعرف على أنماط وأشكال متعددة، بحيث يصبح قادر على فهم المعضلات البصرية وحلها.

والبعض يعتمد على هذه المهارة في تأسيس مشروع أو اختراع شيء أو تطوير وتعديل أمر ما.

فبعض الناس تختلط عليهم، ولا يعرفون المكان الذي يتواجدون فيه، ويستطيع آخرون العودة إلى المكان الذي كانوا فيه قبل سنوات.

وأكدت بعض الأبحاث والدراسات أن عندما يفقد الإنسان القدرة على تمييز الأمكنة حتى المعروفة لديه سابقاً ترتبط بأمور وقضايا فيزيولوجيا أو نفس حركية لديه.

6- الذكاء الصناعي Artificial Intelligence: الدراسات على الذكاء الصناعي تركزت في السنوات الأخيرة على نوعين:

– الأول: يحاول فهم الأسلوب الذي يعمل فيه الذكاء البشري ومحاكاته التي تماثل في عملها العمليات التي يقوم بها الدماغ البشري.

– الثاني: يعمل بشكل رئيسي على تطور قدرة الآلات الذكية على حل مشاكل محددة تتطلب ذكاءً من نوع ما بغض النظر عن طريقة الوصول إلى الحل.

7- الذكاء الاجتماعي والذكاء الشخصي:

فالذكاء الشخصي هو: وهو الذكاء الذي يُمكن الشخص من فهم قدراته هو ويمكنه من تقدير أفكاره ومشاعره ويجعله يُدير حياته بشكل منظم كأفلاطون.

أما الذكاء الاجتماعي هو متخصص بالعلاقة مع الآخرين؛ فمن يمتلك هذا النوع ستكون له القدرة على فهم نوايا ودوافع ورغبات الآخرين مما يُمكنّه من التعاون مع غيره. كالمهاتما غاندي Mohandas Gandhi. وبعض المتخصصين بهذا العلم فصل بينهما واعتبر كل واحد منهم نوع.

والذكاء الاجتماعي والشخصي هي أحد أنواع الذكاء العاطفي بحسب ما توصل إليه الدكتور روبرت ثورنديك (أوائل القرن) الذي كان أول من اخترع هذا المصطلح وأطلق على هذا النوع من الذكاء EI في مقابل الذكاء العلمي الذي يطلق عليه IQ

هل انا شخص ذكي؟

ولأن الذكاء أمرٌ لا يمكن تمييزه بشكل صارخ في أي وقت، ويخضع أحياناً لبعض العوامل الوراثية، وحسب موقع “إندي 100” التابع لصحيفة “إندبندنت” البريطانية، فلقد توصل مجموعة من الباحثين في قناة يوتيوب “اسابس سينسن” إلى 9 علامات تحدث يومياً، يمكن اعتبارها من المؤشرات على أنك أكثر ذكاء من المتوسط، وهي كالتالي:

1- الطول: أظهرت دراسة في عام 2009 أن الأطفال الأكثر طولاً في كلا الجنسين، يسجلون درجات أعلى في الاختبارات، مما يجعلهم تحت معدل الذكاء العالي عالمياً.

2- ترتيب الأشقاء: في عام 2007، وجدت دراسة أن 250.000 من أفراد الجيش النرويجي، لديهم معدل أعلى في الذكاء، وهم المولودون الأول في الأسرة.

3- الرضاعة الطبيعية: قالت دراسة نشرت بحثاً في مجلة “لانسيت” في عام 2015، إن الرضع الذين خضعوا للرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الـ12 الأولى من حياتهم لديهم معدل ذكاء أعلى من ذويهم، ويحققون المزيد من النجاحات في حياتهم.

4- العمل في الليل: تبين أن الأفراد “الليليين” الذين يعملون ليلاً، أو يفضلون ممارسة هواياتهم وأنشطتهم في الليل، يتمتعون بمستوى ذكاء عالٍ.

5- القلق: في عام 2014، وجد الخبراء أن إظهار مستوى عال من الذكاء اللفظي كان مرتبطاً بعلامات القلق. وفي المقابل، سجل الذين لا تساورهم مشاعر القلق والاكتئاب كثيراً، درجات أعلى في الاختبارات التي لا تتطلب الذكاء اللفظي.

6- أحلام اليقظة: نشرت “ساينس ديريكت” دراسة في عام 2017 توصلت إلى أن أصحاب أحلام اليقظة لديهم فرصة أكبر في الإبداع.

7- الأعسر: في عام 2007 وجدت دراسة أن 643 من الأفراد أصحاب اليد اليسرى، أسرع وأكثر مرونة وذكاء من أصحاب اليد اليمنى الذين وجدت لديهم مهارات تقدير الوقت أفضل.

8- الموسيقى: وضعت دراسة فريدة من نوعها من قبل علماء النفس في عام 2011 بين مجموعة من أطفال المدارس في فئتين مختلفتين، حيث كانت الفئة الأولى يدرسون الموسيقى، والثانية كانوا يدرسون الفنون البصرية. وفي 20 يوماً فقط، وجد أن 90 في المائة من الأطفال في فئة الموسيقى قد أظهروا زيادة في مستوى الذكاء اللفظي.

9- الامتناع عن التدخين: وجدت الأبحاث في عام 2009 بين مجموعة من الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 – 21 عاماً، أن أولئك الذين يدخنون لديهم معدل ذكاء أقل من غير المدخنين.