النباء اليقين

الثورجي المتسكع في أحضان الإمبريالية

الهدهد / مقالات

محمد البخيتي

اتّفق معك يا ياسين في أن اقتحامَ منازل الخصوم عمل جبان، ولكن أنت لم تعد خصماً لطرف بل أَصْبَــحت خائناً لوطنك؛ بوقوفك في صف العدوان الذي استدعيته، وأعلن منذ اليوم الأول أن بيوتَ خصومك هدفٌ عسكري مشروع لقنابله بمن فيها من نساء وأطفال.

وطيلةَ أربع سنوات والعدوانُ يدمّـرُ بلدَك ويدمّـر بيوت خصومك الواحد تلو الآخر بساكنيها وأنت تبرّر وتشرعن، وتجاوز إلى بيوت غيرهم وانت تبرّر وتشرعن، وتجاوز إلى انتهاك الأعراض وأنت تبرّر وتشرعن.

أربع سنوات من الخيانة وانت تبرّر وتشرعن قصف العدوان لبيوت خصومك وبيتك لم يمس، قصف بيت القاضي ربيد وقتل هو وزوجته وأبنائه وأنت تبرّر وتشرعن، وقصف بيت الطفلة بثينة التي فقدت كُـلّ أسرتها وأنت تبرّر وتشرعن، وقصفت آلاف المنازل على رؤوس ساكنيها وأنت تمارِسُ نفسَ المهنة، وما إنْ صودر بيتك بشكل قانوني لإيواء أسرة ممن دُمِّرت بيوتهم حتى رفعت عقيرتَك بالصياح والنياح.

ثم قلْ لي يا ياسين ما سر تحولك من حالة الثورجي الذي كان يسحل خصومه في الشوارع ويرمي بهم أحياءً من على سطوح المنازل ويصادر أملاكهم باسم محاربة الإمبريالية الغربية والرجعية العربية إلى حالة المتسكع في أحضانها؟ وإذا لم يكن هذا هو الانحطاطُ في أبشع صورة فماذا يكون؟

وصفت مصادرةَ بيتك لصالح من دمّـرت بيوتهم بالسلوك الطائش الذي يعكسُ الطبيعةَ الخَاصَّـةَ لجماعة لا تستند في صياغة رؤيتها للعيش على وجه هذه الأرض، وفي علاقتها بالآخرين، سوى على ما تبعثه فيها حمية الاعتقاد بالتميز السلالي.

طيّب أيها الخالي من السُّلالية وماذا يعكس سلوكُ جماعتك الهمجي والذي سبقتم إليه داعش بقتل الخصوم على الهُوية وسحلهم في الشوارع ورميهم من على سطوح المنازل والغدر بسبعين شيخ من خولان وتسليمكم ثلاثة آلاف أسير من أبين لعائلات خصومهم لمجرد إشباع غريزة الانتقام بالقتل وفقئ العيون. ولعمري لم يسبقكم أحدٌ من العالمين لهذا النوع الأخير من الجرائم ولم يلحقكم إليه أحدٌ حتى داعش.

ومن رحم هذا الماضي السوداوي سقطتم في حاضر أسود بوقوفكم إلى جانب العدوان الخارجي الذي كنتم تصفونه يوماً بالامبريالية الأمريكية والرجعية العربية وتذبحون خصومَكم على مقصلة دعاوى محاربته.

صحيحٌ أن محاولتَك بيعَ مبنى السفارة اليمنية في لندن باءت بالفشل ولكن في النهاية أنت تعيش في بحبوحة وها هي أسرتك تنعمُ إلى جانبك بحق اللجوء فلا داعيَ لأن تنكدَ حياتك؛ بسبب حصول إحدى الأسر التي دمّـرتم منزلَها على حق العيش بسلام في منزلك المصادر.

وفي الأخير أود تصحيحَ خَرَفِ معلوماتك بالتأكيد على حقيقة أن العاجزَ هو من فقد كُـلّ مقومات البقاء الذاتي وبات يستقوي بالخارج على حِسابِ سيادة واستقلال بلده، وليس العاجز من يدافع عن وطنه في وجه تحالف عدواني عالمي واسع.

لا شيء يفوقُ خسارتنا فيك يا ياسين إلا خسارتك لنفسك ووطنك وآخرتك.