النباء اليقين

طباعة إنسان ثلاثي الأبعاد والجدل الثائر في الكويت!!

الهدهد / منوعات

تقنية طباعة ثلاثية الأبعاد أثارت جدل وردود افعال من قبل الدعاة السلفيين،حيث طالب المعترضون بالتدخل الرسمي لمنعها!، اليكم تفاصيل هذه التقنية وقضاياها …

تقنية طباعة الإنسان خدمة للبشرية أو… !!!

قد ننسى العلم، ونعتقد أن التكنولوجيا التقنية برامج آلية، تتحكم بنا، وليست من صنع الإنسان. للحظة قد يغيب خيالنا عن علماء وبشر مبدعين خلف كل هذه الثورات من حولنا..!

العلم الذي أوجد التقنية يصرُّ على التقدم والمفاجأة، ويسهم العلماء (البشر) في خلق نقلات أقرب إلى الخيال.. وتبتعد باستمرار كثيرًا جدًّا عن تصورات الجاهلين!

الأسبوع الماضي أُعلن في تركيا عن تمكُّن فريق طبي دولي مشترك من تطوير أعضاء بشرية بتقنية ثلاثية الأبعاد باستخدام صور شعاعية للأعضاء الحقيقية.

وأطلق الفريق مشروعًا تعليميًّا ضمن برنامج خاص بالأعضاء التي يتم إنجازها بواسطة الطابعات ثلاثية الأبعاد، وطرق الواقع الافتراضي المستخدمة في العمليات الجراحية.

المشروع الأول من نوعه في تركيا جرى بمشاركة أطباء من التشيك وإيطاليا واليونان وجنوب إفريقيا، وشمل أطباء في أقسام المسالك البولية وأمراض النساء والولادة والجراحة العامة وعلم التشريح والطب الحيوي ومهندسي كمبيوتر.

نعم، شمل مهندسي كمبيوتر وبرمجيات وعلماء رياضيات..! الفريق قُدِّم ضمن إطار المشروع على نماذج ثلاثية الأبعاد لأعضاء الإنسان، تطابق تمامًا الأعضاء البشرية الحقيقية بما تحتويه من أجزاء مريضة أيضًا!

ركِّز جيدًا.. تمت طباعة أعضاء حقيقية للإنسان، تقوم مقام الأعضاء التالفة أو القديمة أو المستهلكة..!

والطابعة ثلاثية الأبعاد التي تطبع كل شيء اليوم، من المنازل للأسلحة للأجهزة لفرشة الأسنان، وإلى كل ما تلمسه، ضاعفت الاهتمام بالأعضاء الاصطناعية، التي من المفترض أن تستبدل أو تحسِّن عمل الأعضاء البشرية.

وكان النموذج الأولي للأذن الخارجية؛ إذ تمت طباعة الهيكل الخارجي للأذن، ودُعِّم بخلايا حية قابلة للنمو لتكوين الغضروف، وجسيمات فضة نانوية لتشكيل هوائي يستقبل الصوت. وكانت تلك مقدمة للتوسع الكبير في استخدامات الطباعة ثلاثية الأبعاد.

ومن بين كل أنواع الطباعة الثلاثية حققت طباعة الأعضاء البشرية 537 مليون دولار في العام الماضي، بزيادة نحو 30 % عن العام السابق. نمو هائل ومتواصل، سيعمل بالتأكيد على تسريع هذه التقنية الدقيقة، التي ستعوض الإنسان عما قد يفقده من أعضاء، أو عما قد يحدث من خلل لتقادم أو تلف أو استهلاك أعضاء جسده..!

يستمر العلماء بتقديم تقنيات ثورية، سوف تُستخدم فيها الخلايا الحية، كأحبار يتم تجميعها في طبقات لعمل أنسجة! وتقوم شركة الطباعة الحيوية «أورجانوفو» Organovo الأمريكية ببيع هذه الأنسجة بالفعل للباحثين. الآن تعمل الشركة نفسها على توفير شرائح من أنسجة مطبوعة لإصلاح الكبد البشري!

الطباعة ثلاثية الأبعاد ستقدم أعضاء كاملة لتعويض النقص في الكلى والأكباد المتاحة لعمليات الزراعة لكل الأعضاء. قد تبدو الفكرة معقدة أو ضربًا من الخيال للبعض.. لكن هذه مسيرة العلم التي لم ولن تتوقف عن بناء المستحيل.. وفي كل مرة بالطبع تخلق جدلاً أخلاقيًّا في سيرها للمستقبل.. لكنها مستمرة في التقدم على كل حال..!

ولكن هناك قضية مثيرة للجدل … وهي “صناعة الأصنام”!

هذا وبعد أن أثارت قضيَّة صناعة المجسَّمات والتماثيل في الكويت، والتي أطلق عليها البعض “صناعة الأصنام” سجالًا شعبيًّا تدخَّل فيه عددٌ من الدعاة وعلماء الشريعة في البلاد؛ لما تشكّله هذه القضيّة من خلافٍ فقهي بين العلماء حول جوازها أو حرمتها.

وتمَّ تداول القضيّة بشكل مكثّف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عقب نشر أنباء من قبل بعض النشطاء تفيد “بقيام أحد المحلات في الكويت بصناعة مجسَّمات وتماثيل على هيئة البشر، من خلال تقنية عالية تخرج صورًا مجسمة لأي شخص للاحتفاظ بها كذكرى”؛ ما أثار حفيظة البعض تجاهها وتسميتها بـ “الأصنام“.

ورغم الإقرار من قبل المعترضين على صناعة هذه المجسَّمات بأنها للذكرى، إلا أن ذلك لم يمنعهم من المطالبة بالتدخّل الرسمي من قبل وزارة التجارة؛ خشية أن تصبح هذه المجسَّمات والتماثيل بعد سنوات “أصنامًا تُعبد مِن قبل البعض ووسيلة للشرك بالله”.

وكان النائب محمد هايف المطيري، من بين المستنكرين لصناعة هذه المجسَّمات، إذ طالب بالتدخّل الرسمي، قائلًا: إنه “لا بدَّ مِن منع صناعة هذه المجسَّمات والتماثيل، بعد غزوها جزيرة العرب، إذ وصل التساهل حدَّ إنشاء معابد في بعض دول الخليج الفارسي، وفِي الكويت يوجد (معرض مجسمات نسخة طبق الأصل للإنسان للذكرى)، وهي خطوات منكرة في بلاد التوحيد التي هُدِمت فيها الأوثان وحُرّمت، وما عودتها إلا من علامات الساعة، ويجب على وزير التجارة منعها”.

طباعة إنسان ثلاثي الأبعاد والجدل الثائر في الكويت!!

بدوره، قال الشيخ المعروف عثمان الخميس، من خلال ردّه على أحد الأسئلة بخصوص هذه المجسَّمات: إن “ما يفعله هذا المحل منكر، ويجب إغلاقه فورًا إذا كان -فعلًا- موجودًا، وهو أخطر من محلات بيع الخمور؛ لأنه يحيي قضية الأصنام؛ ما قد يدفع بعض الأشخاص لصناعة أصنام لأولادهم، لذا يجب إغلاقه”.

وحذَّر الناشط عبد الرحمن النصار، من اتخاذ هذه التماثيل للعبادة بعد سنوات، قائلًا: إن “خطر هذه الأصنام عظيم، ربما ليس الآن، ولكن بعد سنوات.. اليوم أصنام للذكرى.. وبعد سنوات يُتبرّك بها.. ثم يُتمسّح بها.. ثم تعبد من دون الله.. هذه الأصنام كانت أول سبُل الشيطان للكفر بالله على هذه الأرض.. نأمل من وزير التجارة منعها، ونأمل من نوابنا إنكارها”.

طباعة إنسان ثلاثي الأبعاد والجدل الثائر في الكويت!!

رسالة الفن

وفيما استنكر البعض هذه المجسَّمات والتماثيل، أبدى آخرون استغرابهم من هذه الحملة تجاه التماثيل وتسميتها بـ “الأصنام”، إذ كتبت الناشطة لولوة الحسينان تحت وسم أصنام في الكويت، “محل في الكويت يصنع لك ولعائلتك تماثيل للذكرى.. وشيوخ الدين يقولون التماثيل تؤدي للشرك وتالي الناس بيعبدونها !!!! من المؤكد أننا تعدينا كل مراحل الجهل، وصلنا الى مرحله أعجز عن تسميتها”.

.

طباعة إنسان ثلاثي الأبعاد والجدل الثائر في الكويت!!

 

ووصف الناشط كامل البرغش، التماثيل بأنها من الفنون، وتعتبر رسالة، إذ دوَّن في حسابه “ أصنام في الكويت، التماثيل هي من الفنون والفن رسالة.. أما بخصوص الفتاوى التي يٌقصد بها أشياء حدثت قبل مئات السنين، وكان أمرها ومقصدها مختلفًا كليًّا عن العالم الحديث.. سوف أتركها لك، وأنا سوف استمتع بالرسالة التي تصدر من التماثيل”.

طباعة إنسان ثلاثي الأبعاد والجدل الثائر في الكويت!!

وقالت الناشطة والكاتبة أروى الوقيان “ أصنام في الكويت، “خو الجهاز يسوي مجسم لك مو حق اللات والعزى، خفوا علينا من هالفتاوى اللي ما تودي ولا تجيب”.

طباعة إنسان ثلاثي الأبعاد والجدل الثائر في الكويت!!

 

ما الفرق بين التماثيل والأصنام؟

ورغم الخلاف والسجال بين الفريقين، أوضح وزير العدل والأوقاف السابق، الدكتور نايف العجمي، أن “صنع هذه التماثيل في التقنية الحديثة حرام شرعًا، ولا يجب استخدامها إلا للفائدة ضمن حدود الشرع، كالمجسَّمات التعليميّة في كليّات الطب وألعاب الأطفال”.

طباعة إنسان ثلاثي الأبعاد والجدل الثائر في الكويت!!

وأضاف، أنه “لا يجوز وصف التماثيل المجسَّمة بأنها أصنام، ذلك أن التماثيل لا تكون أصنامًا إلا إذا عُبِدت، أما مجرد الصورة، فإنه يقال لها تمثال، ولا يقال لها صنم. وغني عن القول إن التماثيل ذريعة إلى الشرك الأكبر، وهذا من أبرز أسباب تحريمها”.