النباء اليقين

مناورات سعودية..واجتماع رؤساء الاركان الخليجيين بالكويت.. ما هي دلالاتهما في هذا التوقيت؟

بدأ اليوم في الكويت اجتماع رؤساء أركان دول مجلس التعاون، بمشاركة قطر، وذلك على اساس بحث سبل تعزيز التعاون العسكري والدفاع المشترك، وهو الاجتماع العسكري الأول الذي تشارك فيه قطر منذ اندلاع الازمة الخليجية منتصف عام 2017.

 

وفي كلمة افتتاحية بالاجتماع، قال رئيس الأركان العامة للجيش الكويتي، الفريق الركن محمد الخضر، إن “التحديات والأحداث المتسارعة على المستويين الإقليمي والدولي الأمر الذي يحتم علينا جميعا المحافظة على تلك الروابط والنأي عن ما من شأنه تعكير صفو  الوحدة بين دول مجلس التعاون”.

وأضاف أن “أهم محاور الاجتماع هذا هو تفعيل القيادة العسكرية الموحدة، ونأمل أن تكون نقلة نوعية في التعاون العسكري المشترك لمواجهة أي تحديات حالية أو مستقبلية تهدد المنظومة”.

ووفق وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، انطلق الاجتماع لرؤساء أركان دول مجلس التعاون (السعودية، الكويت، الإمارات، سلطنة عمان، البحرين، قطر) بمشاركة جميع الدول الأعضاء، مرفقة صورا جماعية للقادة ضمت رئيس الأركان القطري، غانم بن شاهين الغانم.

وتطرق الاجتماع إلى “تعزيز التعاون العسكري والدفاع المشترك بين دول مجلس التعاون في مختلف المجالات والإجراءات التي تم اتخاذها من قبل الجهات المعنية بالقوات المسلحة حيال قرارات التعاون العسكري والدفاع المشترك ومدى التقدم في تنفيذها”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

كما دعا رؤساء أركان دول مجلس التعاون إلى تحقيق المزيد من الخطوات في مجال التكامل الدفاعي والعسكري والتدريبات المشتركة، وفق رؤية عمل موحدة تخدم أمن واستقرار دول المنطقة، حسب المصدر ذاته.

يذكر انه في منتصف عام 2017، بدأت الأزمة حين قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها “إجراءات عقابية” بدعوى “دعمها للإرهاب”، وهو ما نفته الدوحة مرارا .

ويأتي ذلك في وقت تشارك فيه القوات السعودية في ثلاث مناورات عسكرية في واحدة من الخطوات، قالت إنها تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك وتوحيد المفاهيم العسكرية واختبار جاهزية القوات المشاركة.

وتأتي هذه المناورات بمشاركة القوات الأمريكية والمصرية والسعودية إلى جانب العديد من القوات المسلحة في اليونان وبريطانيا والأردن والإمارات وإيطاليا وفرنسا والسودان وتقام واحدة منها في مصر والباقي يقام على أرض السعودية .

مناورات النجم الساطع 2018

وانطلقت امس في قاعدة محمد نجيب العسكرية في مصر مناورات تسمى بالنجم الساطع 2018، بمشاركة قوات من البلد المضيف والقوات المسلحة السعودية والأمريكية واليونان وبريطانيا والأردن والإمارات وإيطاليا وفرنسا إلى جانب 16 دولة بصفة مراقب وجاء الإعداد للمشاركة في تمرين النجم الساطع 2018م على ثلاث مراحل، تضمنت اجتماعات وتخللها إعداد السيناريو المتكامل لتوحيد المفاهيم العسكرية.

مناورات سعودية..واجتماع رؤساء الاركان الخليجيين بالكويت.. ما هي دلالاتهما في هذا التوقيت؟

ويشتمل التمرين على عدد من العمليات في مجال “مكافحة الإرهاب” وطرق مكافحة العبوات الناسفة والتدريب على أعمال الإنزال الجوي والبحري والغوص وأعمال التأمين الطبي وتنفيذ الرمي بالذخيرة الحية من مختلف الأسلحة.

وتشارك القوات السعودية في هذا التمرين بمجموعة من وحدات المظليين وقوات الأمن الخاصة، التي أُسند لهم عدد من الواجبات العملياتية الرئيسية خاصة في مجال القتال في المناطق المبنية ومكافحة الإرهاب ومكافحة القرصنة والإنزال الجوي، بما يساهم في تعزيز التعاون العسكري والأمني بين الدول المشاركة في التمرين.

مناورات سعودية..واجتماع رؤساء الاركان الخليجيين بالكويت.. ما هي دلالاتهما في هذا التوقيت؟

“درع الوقاية 2”

كما انطلقت اليوم أحداث التمرين السعودي الأمريكي المشترك الموسوم بـ“درع الوقاية 2” بين أفرع القوات المسلحة والقوات الأمريكية .

وأوضح قائد المنطقة الوسطى المكلّف اللواء الركن مرعي بن سعد العمري أن “مثل هذه التمارين تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك، وتبادل الخبرات بين القوات السعودية والأمريكية الصديقة، ورفع المستوى التدريبي لقواتنا المسلحة” حسب تعبيره.

مناورات سعودية..واجتماع رؤساء الاركان الخليجيين بالكويت.. ما هي دلالاتهما في هذا التوقيت؟

تمرين عسكري بمشاركة سودانية

كذلك انطلق اليوم التمرين المشترك ” الحزم 1″ بين القوات البرية السعودية والقوات البرية السودانية بحضور قائد المنطقة الشمالية اللواء ركن صالح بن أحمد الزهراني وعدد من القيادات العسكرية السودانية وذلك في مركز الأمير خالد بن سلطان للتمارين التكتيكية بالمنطقة الشمالية.

مناورات سعودية..واجتماع رؤساء الاركان الخليجيين بالكويت.. ما هي دلالاتهما في هذا التوقيت؟

كما أكد الناطق باسم وزارة الدفاع السودانية، أحمد خليفة الشامي، أن “هذه التدريبات الجوية العسكرية المشتركة ، جرى الترتيب لها منذ العام الماضي، لتبادل الخبرات، وتعزيز التنسيق لمواجهة أي احتمالات تحدث مستقبلاً”، نافياً، بان تكون هذه التدريبات لها علاقة “بالتوترات الجارية مع بعض الدول المحيطة بالسودان، أو ذات صلة بما يتداوله نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي” بحسب تعبيره.

ويأتي ذلك في وقت  أعلنت فيه قيادة الأسطول الخامس التابع لسلاح البحرية الأميركية الأحد، أن طائرات طراز “إف ـ 35“ قد وصلت إلى منطقة عملياته بالخليج الفارسي للمرة الأولى، وذلك في إطار الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، كما يأتي الإعلان في الوقت الذي تجري فيه البحرية من كل من امريكا وبريطانيا تدريبها ربع السنوي على مكافحة الألغام في مياه المنطقة، “في إطار الحفاظ على جاهزيتهما، من خلال دمج قدراتهما لمواجهة التهديد المحتمل للألغام البحرية” حسب ما أعلنه القائمون على التدريب.

ورحب الأسطول الامريكي الخامس، ومقره البحرين، في بيان بـ”وصول الطائرات إف ـ 35 بي إلى مسرح العمليات”.

وأشارت البحرية الأميركية إلى أن “إجراء المناورات متعددة الجوانب يهدف إلى ضمان الاستقرار والأمن البحري في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية، الواصلة بين البحر المتوسط والمحيط الهادئ عبر غربي المحيط الهندي وثلاث نقاط رئيسية” بحسب زعمها .

مناورات سعودية..واجتماع رؤساء الاركان الخليجيين بالكويت.. ما هي دلالاتهما في هذا التوقيت؟

 

ونتيجة لما سبق ذكره من وقائع  :

فإن اجتماع رؤساء الاركان الخليجيين في الكويت والتدريب الذي تقوم به قوات مسلحة تابعة لأكثر من دولة،  يحتمل أن تشارك في تنفيذ “مهمة قتالية محتملة” ضد ما يسمى ب”عدو مشترك”، وفي ظروف جغرافية ومناخية مشابهة.

ولو عدنا لحديث الخبراء العسكريين عن التدريبات المشتركة والتي حددت أهداف تلك التدريبات بأنها تدريب للقوات المشتركة على مهام يحتمل قيامها بها معا ضد “عدو مشترك” في مناطق مشابهة، وهو ما يعني أن هذه القوات سيكون لها دور حتما، كما حدث في السابق في الكويت والعراق، في تهيئة الأرضية لتنفيذ ما يسمى بـ “صفقة ترامب” التي ينوي بها الرئيس الاميركي تمرير مخططاته المشؤومة ضد فلسطين خدمة للكيان الاسرائيلي المحتل.

وبالتالي كل هذه الوقائع تؤكد أن القوات المشاركة في تلك المناورات، ستشارك لا محالة في عمليات تهيئة الأرضية لصفقة ترامب في سيناء،  وهو ما يدحض أي محاولة لإنكار حقيقة أن هذه المناورات ما هي إلا تدريب على مهام فعلية محتملة تعتبر نوعا من تحويل الأهداف عن حقيقتها وان غدا لناظره قريب