النباء اليقين

جريمة الأزرقين وقنبلة نقم

عبدالفتاح علي البنوس

 

ما أبشعها من مشاهد وما أكثرها وجعاً وألماً وحسرة تلك التي عرضتها لنا قناة المسيرة الفضائية لأسرة يمنية من أهالي منطقة الأزرقين التي تتبع إداريا مديرية همدان محافظة صنعاء تعرض منزلها لقصف همجي لطائرات التحالف العبري السعودي الإماراتي الأمريكي اليهودي في مساء دام ومحزن، حيث تحول المنزل المستهدف إلى كومة من الخراب الذي افترش أجساد أفراد الأسرة من النساء والأطفال ، حيث ارتقى رب الأسرة وأحد الأبناء شهداء فيما تعرض بقية أفراد الأسرة لإصابات بليغة ومؤثرة جدا، واللافت في هذه الجريمة هي تلك المشاهد لمن تبقوا على قيد الحياة وهم يصرخون طلبا للنجدة والعون من قبل المسعفين الذين تراجعوا لأكثر من مرة بعد أن عاود الطيران قصفه للمنزل بغارة ثانية للحيلولة دون إسعاف الضحايا ، مشاهد مبكية ومؤثرة للأولاد وهم تحت الأنقاض يصارعون الموت ويواجهون الوجع بعزيمة وإصرار ورغبة في الحياة وقهر قوى العدوان ، كل واحد كان يمني نفسه بالخروج سالماً من تحت الأنقاض وكتب الله لمن أراد له السلامة وارتقى من أراد الله له الرحيل شهداء ليضافوا إلى سفر الخالدين العظماء ولتضاف جريمة الأزرقين إلى سجل إجرام العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الإجرامي الحافل بالصلف والوحشية.

هذا الإجرام الذي ما يزال البريطاني مارتن غريفيت يتعامى عنه ، وغير مدرك لبشاعته ووحشيته التي لا مثيل لها ، ولا نعلم ما هو سر هذا التعامي والتجاهل الذي يجعل من حيادية هذا الرجل على المحك ، وتجعلنا نشك في نزاهته وقدرته على بلورة الأفكار التي من شأنها أن تكون الأرضية الصلبة التي يمكن من خلالها وعليها العبور نحو مفاوضات وحوارات جدية مثمرة تقود الأوضاع في البلاد نحو الانفراج وتضع نهاية للعدوان الغاشم والحصار الجائر.

وبالتزامن مع هذه الجريمة البشعة كان أبناء وسكان حي نقم بعاصمة العواصم صنعاء يسترجعون شريط الذكريات المؤلمة والمحزنة ، وبالتحديد ما حصل في 11مايو من العام 2015م في حيهم الآهل بالسكان عندما أقدمت طائرات آل سلول على استهداف جبل نقم الشامخ بقنبلة فراغية مدمرة أحدثت حالة من الرعب في العاصمة صنعاء بأكملها حيث تعدى ضررها حي نقم ليصل لأحياء بعيدة لتحصد هذه القنبلة المحرمة دوليا ما يقارب الـ80شهيدا وأكثر من 300مصاب علاوة على الدمار الهائل والأضرار والخسائر الباهظة التي تعرضت لها الممتلكات العامة والخاصة والتي ما تزال شواهد بعضها حاضرة حتى اليوم ، حيث يتذكر سكان حي نقم والأحياء المجاورة هذه الكارثة والنكبة والجريمة النكراء التي تعرضوا بألم وحسرة وحزن مصحوبة برغبة جامحة في الثأر والقصاص من القتلة والانتقام منهم والرد بالمثل لكي لا تظل هذه الجريمة دون رد يمني يشفي الغليل ويريح النفوس ويطمئن القلوب.

والجامع اليوم بين جريمتي نقم والأزرقين ومثيلاتهما من الجرائم والمذابح الوحشية السعودية الإماراتية الأمريكية الصهيونية هي النزعة الإجرامية والنهم العدواني والصلف الوحشي الذي عليه آل سعود وآل نهيان وتحالفهم السلولي والذي لا حدود له ولا رادع إلا الضربات القاصمة لأبطالنا المغاوير من جيشنا ولجاننا وقوتنا الصاروخية والإسناد المدفعي والقوات البحرية والدفاع الجوي والتصنيع الحربي والتي نجحت بتأييد الله وتوفيقه في كسر غرورهم وكبريائهم وتنكيس أعلامهم وتمريغ أنوفهم في الوحل اليمني والقادم سيكون أعظم بإذن الله.

بالمختصر المفيد، مع كل جريمة ترتكب ،ومع كل ذكرى لجريمة ارتكبت طيلة الثلاث السنوات التي مضت من عمر العدوان تظل إرادة وعزيمة الشعب اليمني هي الأقوى والأكثر صلابة وهي القادرة بإذن الله على قهر قوى العدوان وهزيمتهم ومحاكمتهم والقصاص منهم بتأييد الله وعونه وتوفيقه.

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .