النباء اليقين

“عربي21” تكشف تفاصيل صادمة عن تعامل الرياض مع هادي

الهدهد / متابعات

كشفت مصادر يمنية مطلعة قريبة من الدوائر الرسمية عن تفاصيل صادمة لأساليب وأشكال التعامل “السيئة” التي تقوم بها السعودية بحق مسؤولين يمنيين، وفي المقدمةالفار عبدربه منصور هادي.

وقالت المصادر اليمنية لـ”عربي21″، شريطة عدم الكشف عن أسمائها، إن السلطات السعودية، انتهجت في أحيان كثيرة، أساليب مهينة مع الرئيس اليمني وعدد من المسؤولين المقربين منه خلال الثلاث سنوات الماضية من الحرب، التي تقودها دعما لشرعيته.
وأضافت أن السعوديين دأبوا على التعامل بطريقة غير لائقة مع القيادة اليمنية الموالیئ لها والمقيمة في أراضيها، وتتنوع بين إهانات مباشرة وغير مباشرة، وتطاول عليهم، بما فيهم الرئيس هادي دون الاكتراث لموقعه كـ”رئيس جمهورية”.
وتابعت المصادر أن هادي المقيم في العاصمة السعودية الرياض، بات بين رحى “قرار منعه من العودة إلى مدينة عدن (جنوبا)، وأشكال غير منضبطة من التعامل من قبل الجهات المسؤولة عن إدارة ملف بلاده”.
وأشارت الى أنه في أواخر نيسان/ إبريل 2017، طلب الرئيس هادي، لقاء الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث جاء طلبه بعد قرارين مثيرين للجدل أطاح بموجبهما بحليفي الإمارات في عدن من منصبيهما، وهما اللواء عيدروس الزبيدي، من منصبه كمحافظ مدينة عدن، وبالشخصية السلفية المثيرة للجدل، هاني بن بريك، من منصبه كوزير للدولة في الحكومة الشرعية.
إلا أن طلبه وفقا للمصادر، قوبل برفض من قبل مسؤولين سعوديين.

وأكدت المصادر المطلعة أن الرئيس هادي ألح وأصر على اللقاء بالملك.

وأمام هذا الإصرار، جاءه ضابط سعودي وأعطاه ورقة ليوقع عليها، لكن هادي اشترط مقابل التوقيع اللقاء بالملك سلمان، وتم قبول شرطه.
وأردفت المصادر  بالقول إن الورقة التي وقع عليها هادي تضمنت “تشكيل لجنة ثلاثية ترأسها اليمن وعضوية كل من الإمارات والسعودية، للمشاركة في إدارة الأوضاع في بلاده”، بعد تدهور العلاقة مع أبوظبي على خلفية إقالته للواء الزبيدي وابن بريك.
في غضون ذلك، تم نقل الرئيس هادي إلى المقر الذي يقيم فيه الملك، تم إخباره بأن اللقاء سيستغرق 5 دقائق فقط، من أجل التقاط صور فقط، ومنعه من تجاوز هذا السقف الزمني، لأن الملك مشغول.
من جهته، وافق منصور هادي على سقف اللقاء الزمني، لكنه عندما وصل إلى الملك الذي يقيم في منتجع ملكي، فتح ملفات عدة، وأحاطه بما يجري، حتى استمر اللقاء بينهما نحو 55 دقيقة.
وذكرت المصادر اليمنية المطلعة أنه بعد الانتهاء من لقاء هادي بالملك السعودي، تم نقل الأول، إلى غرفة تقع ضمن نطاق مقر سلمان، لمدة 24ساعة كاملة، بلا فرش أو بطانيات، وكان برفقته، مدير مكتبه عبدالله العليمي.
وظل هادي كما تقول المصادر، في هذه الأجواء، بصحبة مدير مكتبه، العليمي، حتى جن عليهما الليل، وناما على  كنبة سرير (أريكة مصممة للجلوس لها مسند للظهر ومسندان للذراعين) دون أن يمنحا أي غطاء إضافي.
وقالت المصادر إن هادي احتج من حجم الاهتمام به، من خلال إيفاد مسؤولين سعوديين صغار للتباحث معه، بدلا عن الملك أو ولي عهده أو ولي ولي العهد، عندما يطلب اللقاء معهم، ليتم تدارك الأمر، وإرسال الأمير، محمد بن نايف، ولي العهد السابق.
وأوضحت المصادر أن طريقة التعامل مع هادي، تدل على أن الملف اليمني موكول إلى مسؤولين برتبة وزير أو أقل.
كل هذه الوقائع، دفعت نائب رئيس الوزراء اليمني، وزير الخدمة المدنية المستقيل، عبدالعزيز جباري، في آذار/ مارس الماضي، إلى دعوة قيادة المملكة بالتعامل باحترام مع الرئيس هادي وبلاده.