النباء اليقين

مع السلام لا الاستسلام

الهدهدنت/مقالات

مقالات ||  عبدالفتاح البنوس

بداية أشعر بالحسرة والأسى وتنتابني حالة من التوتر والامتعاض وأنا أستمع إلى أطروحات البعض التي تتحدث عن السلام وترى في الانبطاح والخنوع والخضوع لشروط وإملاءات ولد الشيخ التي هي شروط ومطالب الكيان السعودي بأنه الخيار الذي سيجلب لنا السلام المنشود ، وكأننا كيمنيين من نقف حجر عثرة أمام تحقيق السلام ؟! وما أنا بصدد توضيحه هنا بأن القوى والمكونات الوطنية المناهضة للعدوان دون استثناء مع السلام ودعاة سلام ومحبة ولا توجد لديهم أي رغبة في استمرار العدوان والحرب والحصار ، كونه لا مصلحة لهم في استمرار ذلك على الإطلاق ، فقرار العدوان والحرب بيد أمريكا وآل سعود والأمريكان هم المستفيد الأكبر من استمرارها وآل سعود هم الخاسر الأكبر جراء استمرارها قياسا على حجم الاستنزاف المتواصل للمال السعودي تحت يافطة شراء أسلحة ودعم لوجستي ومشاريع استثمارية وجزية وبدل دعم وإسناد ومشاركة في العدوان وغيرها من اليافطات التي تبتز بها أمريكا البقرة الحلوب .

فلا مصلحة لليمنيين الشرفاء ، الذين يقفون في مواجهة العدوان في الحرب واستمرار معاناتهم التي تتزايد وتتعاظم يوما بعد آخر ، وهذه من المسلمات التي لا مجال في الخوض فيها ، جميعهم مع السلام ،ولكن الحرب فرضت عليهم وما تزال مفروضة في ظل استمرار العدوان والحصار وفي ظل التحالف الدولي والحرب العالمية التي تشن عليهم ، وعلى الرغم من التنازلات التي قدمها الوفد الوطني خلال جولات ومسارات المفاوضات المتعاقبة إلا أن التعنت السعودي والغطرسة السعودية قابلت كل ذلك بالمزيد من الرعونة والصلف والإجرام رافضين أي حلول منطقية ومعقولة يتم التوافق عليها وأصروا على وضع العقدة في المنشار للمضي في استكمال مخططهم التآمري اللعين ، حيث عملوا على شراء الضمير الأممي والإنساني للأمم المتحدة بوضع مجموعة من الشروط التعجيزية والمستحيل القبول بها والموافقة عليها يتم طرحها كحلول أممية تقدم بها المبعوث الأممي المنافق إسماعيل ولد الشيخ أحمد ، حيث تنص هذه الشروط على استسلام الشعب اليمني بصورة غير معلنة وتسليم رقاب كل اليمنيين الشرفاء للسعودية وأحذيتها من الجماعات الإرهابية التي قامت بتفريخها واحتضانها ودعمها والإشراف على أنشطتها وتوجيهها بالتنسيق مع أسيادهم الأمريكان ، من خلال تسليم ميناء الحديدة ومطار صنعاء وتسليم الأسلحة للشرعية الدنبوعية المزعومة ، وكأن ما حصل وما قدم من تضحيات كان من أجل التسليم بولاية وشرعية الدنبوع !!

بالله عليكم ماذا نسمي مثل هذه الشروط والمطالب ؟! هل هذه تصنع السلام المنشود ؟! أي سلام هذا الذي يأتي من قبل من عرفناهم كأعداء للسلام على مر العصور ؟! ما يراد لنا كيمنيين هو الاستسلام وربط ذلك بصرف المرتبات في دلالة على التواطؤ الدولي واتساع دائرة المؤامرة على اليمن واليمنيين ، يريدون منا أن نركع ونخضع لهم ونسلم رقابنا لمقاصلهم ويرون في ذلك سلاما ! نحن مع السلام الذي يحفظ لنا كرامتنا وعزتنا ولا يهضم تضحيات الشهداء والجرحى ومعاناة وأوجاع الشعب ، نحن مع السلام الذي لا ينتقص من سيادتنا ولا يضر بوحدتنا وثوابتنا ويضمن لنا كافة التعويضات التي من شأنها جبر الأضرار ولو بشكل نسبي .

بالمختصر المفيد، نحن مع السلام لا الاستسلام .

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .