النباء اليقين

تحالف العدوان الاسرائيلي

بقلم/علي أحمد جاحز

اعلنت اسرائيل بكل بجاحة وثقة انها اصبحت حليفا للانظمة العربية السنية بقيادة السعودية وتشارك معها في تحالف عسكري – في اشارة الى تحالف العدوان على اليمن – وهي فضيحة كبرى كنا نتوقعها ونشهد تكون فصولها منذ سنوات ، الجديد اننا لم ولن نسمع اي انكار او نفي لا من قبل الاصوات القومية والتقدمية بحسب ما تصف نفسها ، ولا من التيارات الدينية الاخوانية والوهابية والسلفية ، فضلا عن نفي وانكار الانظمة العربية المتحالفة مع العدو الاسرائيلي.

الى وقت قريب كان العداء لاسرائيل مادة دسمة للمزايدة والاسترزاق والنصب والضحك على الناس وتثوير مشاعرهم من قبل الجماعات الدينية التي ابرزها الاخوان المسلمين والوهابية والسلفية وحتى القاعدة كانت تزايد باسم محاربة اليهود والنصارى ، وفي الوقت ذاته كان العداء لاسرائيل مبدأ ثابتا ومشروعا لدى بعض الانظمة والتيارات وتجلى ذلك لدى الثورة الاسلامية في ايران وايضا لدى حزب الله واخيرا لدى انصارالله ، فضلا على ان ذلك ينطبق على غالبية الشعوب العربية والاسلامية،

قد يسأل سائل : لماذا اتهمت الفريق الاول بان عداءه للمزائدة والفريق الثاني شهدت له بان العداء مبدأ ثابتا ؟

والاجابة تحتاج منا وقفة سريعة على ماشهدته المنطقة خلال السنوات الماضية منذ 2011م وحتى اليوم، من متغيرات متسارعة واحداث، كانت قد سبقتها ارهاصات لم تكن واضحة الهدف والتأثير والاتجاه ، وكان محور تلك الارهاصات والمتغيرات التي حدثت هو الصراع الطائفي الذي كان الهدف منه توجيه بوصلة العداء العربي صوب ايران بدلا عن اسرائيل .

كانت الحروب الست التي شنت على صعدة تهدف للقضاء على انصارالله ومشروع المسيرة القرآنية الذي اطلقه الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي ، ولاسباب عدة اهمها ان المشروع يقوم على مرتكزات اساسية هي العداء لامريكا واسرائيل ومشروعهما الشيطاني والانطلاق ايضا من النهج القرآني بعيدا عن الفرز الطائفي كمنطلق جامع من شأنه ان يوحد الامة باتجاه مواجهة عدوها الحقيقي اسرائيل وامريكا والخطر الذي يمثله مشروعهما على الامة الاسلامية والعربية .

والحرب التي شنتها اسرائيل على جنوب لبنان بالتزامن كانت تهدف الى القضاء على النموذج الحقيقي للمقاومة الاسلامية القوية التي تعد العدة لمواجهة اسرائيل وتشكل لها هاجسا مقلقا و تدعم المقاومة في فلسطين وتنظم صفوفها وتدعمها بكل الاشكال ، ثم حرب شنتها اسرائيل على غزة وكانت تهدف الى القضاء على النموذج المقاوم من داخل فلسطين ،حينها كان حزب الله برغم انه شيعي يضع يده بيد المقاومة السنية في فلسطين ويتحالف مع تيارات مسيحية وسنية في لبنان وهذا ايضا يعتبر مشروعا اسلاميا قويا من شأنه ان يوحد الجهود باتجاه العدو الحقيقي اسرائيل وامريكا ومشروعهما الذي كان يتمثل في تفكيك المنطقة وتقسيمها .

ولاننسى ايضا مقاطعة النظام السوري واستهدافه وعزله لسنوات بهدف ضرب النظام العربي المسلم الوحيد الذي كان يحتضن كل حركات المقاومة والممانعة العربية والاسلامية والقومية التي تواجه اسرائيل بعيدا عن الابعاد الطائفية والايديولوجية .

كل تلك الارهاصات التي شهدتها المنطقة كانت ترافقها حملات اعلامية تحمل ايران مسؤلية التدخل في شئون المنطقة وكان يجري استحضار ايران ودورها في كل مرحلة ومع كل تحرك من هذا النوع ، وتنصيبها عدوا للعالم العربي والاسلامي بدلا عن اسرائيل ، وهو ما يفهم منه انها كانت بمثابة خطوات في طريق تعبيد الطريق نحو تطبيع الوعي العربي والاسلامي لتقبل اسرائيل كحليف وشريك بل كجزء من المنظومة العربية .

جاءت احداث 2011م ، لتحدث زلزالا في الوعي والمواقف والاصطفافات ، بما يمكن تسميته الفوضى الخلاقة التي نشهد تداعياتها الى اليوم ، وافرزت تدميرا لعدة دول او لنقل تدميرا للدول الفاعلة والمؤثرة في المنطقة العربية وهي سوريا واليمن ومصر وليبيا والعراق ، وكل ذلك ترافق ايضا بحملات مكثفة لتشبيب العداءات الطائفية وتوجيه البوصلة صوب ايران والصمت عن اسرائيل .

كل تلك التراكمات انتجت واقعا عربيا هزيلا مشتتا، وجرى خلال تلك الاحداث جر الاخوان المسلمين الى مستنقعات قذرة جعلتها تدخل في تحالفات وحروب ومآزق الارهاب وانتجت داعش والقاعدة وباتت ادوات بيد ادوات امريكا واسرائيل ، وكان من الطبيعي ان تجد نفسها في خندق واحد اليوم مع اسرائيل التي تعلن بكل اريحية انها اصبحت على تحالف مع الدول السنية في المنطقة.

نباهي نحن كيمنيين اننا نحمل المشروع الثابت والمبدأي ضد المشروع الصهيوني الاسرائيلي الامريكي الشيطاني واصبحنا نواجهه في الميدان في معركة واضحة ، في الوقت الذي سقطت اقنعة من بنوا كياناتهم على اكذوبة عدائهم لاسرائيل واصبحوا في المعركة في صفها .

يوميات – صحيفة الثورة –عدد اليوم الاربعاء الموافق 22 فبراير 2017م