النباء اليقين

لماذا_يعشقونها_3 ..؟؟!!

يظل الخوف من الموت قرينا للأنسان ومصاحبا له في مشور حياته وأعتقد أن ذلك الخوف الفطري ناشئ عن جهل الإنسان بساعة موته وبرغم ما احرزه العلم الانساني من التطور الا انه مازال عاجزا عن تحديد الوقت الذي ستنتهي حياة الأنسان فيه تتفاوت درجات الخوف من الموت من إنسان الى آخر .. دينيا حسب درجات الايمان وعلميا حسب درجات المعرفة فلو أن جهة ما .. نظمت رحلة سياحية الى إحدى الجزر الساحرة والخلابة الجمال وعند وصول المشاركين في الرحلة قامت تلك الجهة بإرسال مندوبها اليهم ليوضح لهم برنامج الرحلة وضوابطها .. وفجأة صدم المشاركون عندما علموا أن فترة البقاء في الجزيرة غير محددة بوقت وان الاستدعاء للمغادرة قد يكون في أي لحظة .. وانقسم المشاركون تحت تأثير هذه صدمة الى ثلاثة أقسام ..

القسم الأول :قرر التشبث بالبقاء حتى اللحظة الأخيرة ونتيجة لقراره انطلق للتمتع بكل ماهو موجود فيها دون اعتبار للبرنامج وللضوابط والتعليمات

القسم الثاني : قرر -تحت تأثير الخوف – التوقف والسكون وعدم التحرك وانتظار ساعة المغادرة .. متجاهلا لبرنامج الرحلة .. مضيفا لنفسه ضوابط جديدة لتعزيز الأمان والسلامة.

القسم الثالث : بعد استيعابه للصدمة بفضل شجاعته وهمته العالية وعلمه ومعرفته الواسعة قرر الاستمتاع ببرنامج الرحلة والتقيد بضوابطها .. مهتما بما يملك أمره .. وتاركا مالا يملك أمره وعندما منحت الجهة المنظمة فرصة إستثنائية للمغادرة من الجزيرة طواعية فكان التفاعل مع الفرصة متباينا حسب التقسيم السابق..

فقرر القسم الاول : تجاهل الفرصة نهائيا لشدة حبه للجزيرة مقررا البقاء حتى اللحظة الاخيرة

وقرر القسم الثاني : عدم الاهتمام بتلك الفرصة لخوفه من المخاطرة وان كانت كل نتائج الفرصة تخلق واقعا افضل من الواقع الذي يعيشه وفضل الإنتظار عاجزا او البحث عن طريقة أخرى للمغادرة بلامخاطر مهما كانت مخالفه لبرنامج وضوابط الرحلة

وقرر القسم الثالث : إغتنام الفرصة والتحرك الجاد للاستفادة منها لأنه يعلم علم اليقين أن بقاءه في الجزيرة لن يدوم .. وان المغادرة لابد منها عند حلول وقتها طوعا او كرها واخيرا وقد علمنا أن الجميع سيغادرون الجزيرة لامحالة وأن الرحلة منتهية لاشك فيها .. فأي قسم من تلك الاقسام كان أصحابه على صواب ؟؟ لاشك انه القسم الثالث .. والذي يمثله في واقعنا عشاق الشهادة .. علما وإيمانا ومعرفة ووعيا وادراكا وتحركا وجدية وشجاعة .. فقد علموا أن ..كل نفس ذائقة الموت وآمنوا أن .. كل من عليها فآن وعرفوا أن .. ماكان لنفس ان تموت الابإذن الله كتابا مؤجلا واعين ومدركين لحقيقة .. فإذا جاء أجلهم فلايستأخرون ساعة ولا يستقدمون فتحركوا بجدية لثقتهم ويقينهم ان الشجاعة لن تتسبب في المغادرة اذا لم يحن وقتها وأن الخوف لن يحول بين الرحلة ونهايتها المحتومة وأن الشهادة هي الفرصة الاستثنائية لمغادرة الحياة الفانية بطريقة مشرفة والوصول الى الحياة الابدية .. فأحسنوا إستغلالها وكانوا عشاقها

بقلم/حمير العزكي