النباء اليقين

معركة الوجود

13001027_1147365698627835_1589594303265827763_n

                                             معركة الوجود

فاديا الحسيني

  إعلامية تونسية

 

فجأة ارتفع صوت الصنم الأممي ..

التفتنا شمالا ويمينا، وإذ نسمع تصريحا للأمم المتحدة ومن أعلى منبر لها يقول:-  نعلن عن تصنيفنا للمملكة العربية السعودية بأنها تنتهك حقوق الإنسان والطفل باليمن وسوف نأخذ الإجراءات الواضحة ..

عم الصمت .. ذهول في المكان ..وسيطرة للاستغراب في الموقف.

شعور لا نستطيع وصفه إلا بالقرف من نضالنا، نعم لا تستغربوا القرف من نضالنا لأن هذا التصريح من ما يسمى الأمم المتحدة يعني أننا لسنا على الطريق الصحيح وبأن نضالنا ما هو إلا لعبة أمم في أدراج مكاتب هذا الصنم .. فعندما ننظر للخلف ونرى دماء غزة وقانا واحد وقانا اثنين، نرى دماء صبرا وشاتيلا لا زالت تستصرخ ضمائر هذه الأمم وهذه الأروقة، نرى ونسمع مجازر سوريا وليبيا تتأوه ألما فهل من ناصر ينصرنا لحظتها نزيد ثقة وتساؤلا هل من لم ينصف هؤلاء سينصف أطفال صعدة والحديدة وصنعاء وذمار وكل أرجاء اليمن .. هل هؤلاء من سينصف المكفوفين المشردين والعجزة التائهين من دون مأوى ولا ستر؟؟ أي لعبة عاطفية هذه؟ وأي عهر إنساني؟

وسؤال ودعاء يدوي في السماء ..

يا إلهي افرد بصيرتنا ودلنا على الطريق الصواب ..

يا إلهي أجبنا على سؤالنا وحيرتنا أبهذا التصنيف الأممي فقدنا بوصلتنا نحو الحق؟؟ أم أنهم من فقد بوصلتهم؟!

أجبنا يا الله، وإذ بالسماء ترعد وتبرق وتهطل الأمطار على مساحة اليمن لتفيض الأرض وتتلبد الغيوم، أمطار غضب رباني .. أمطار تجيب عن حيرتنا وتساؤلنا أمطار عاصفة تتلاعب بالشجر والإنسان تزمجر معلنة أننا أصحاب الأرض والدم، وأن الله معنا ولسنا بحاجة لكل التصريحات المريبة .. نعم تصريحات مريبة فنحن لم نتعود على تصريحات أممية منصفة.

فجأة هدأت العاصفة وارتوت الأرض وتلاشت الغيوم، وصبي يمني يجري مسرعا بين قطرات المطر ينادي انظروا الشمس في حسبان، ها هي تشرق من جديد .. ومع شروق الشمس وصوت الصبي يأتي خبر عاجل أسرع من الضوء ليعلن التراجع المخزي الأممي عن تصنيف مملكة آل سعود لقتل أطفالنا، رغم هذا التراجع ورغم تلاشي أمل بسيط في نفوسنا كوننا عقدنا بعضا من الأمل لإصلاح هذه الأصنام الأممية إلا أننا شكرنا الله وحمدناه على أننا على حق، وأن بوصلتنا هي الصحيحة وبوصلتهم هي … مملكة القهر والخراب والدمار ..

إنها معركة وجود بين شعب الحكمة وبين ما تبقى من أبناء قرن الشيطان الأممية.