النباء اليقين

الرئيس المشاط ” التركيز على المشكلة الداخلية قبل إنهاء الحرب التي يقودها طرف خارجي سيثير الكثير من الاشكالات”

أوضح المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى أن محاولة التركيز على المشكلة الداخلية اليمنية قبل إنهاء الحرب العسكرية التي يقودها طرف خارجي سيثير الكثير من الإشكالات والصعوبات”

ونبه الرئيس مهدي المشاط في كلمة له ، اليوم الجمعة ، بمناسبة اليوم الوطني للصمود ، إلى خطورة الانطلاق من توصيفات خاطئة في البحث عن السلام لأن هذا سيقود إلى تصورات غير صحيحة وغير واقعية للحل، كما نبه إلى خطورة الربط بين الجانب الإنساني الذي يخص الشعب اليمني ككل بملفات الخلاف العسكري أو السياسي“.

وأكد وجوب تحصين الجانب الإنساني من أي تأثيرات سلبية لجوانب الاختلاف الحقيقي المتمثل في الحرب العسكرية التي تقودها من الجانبين صنعاء والرياض، والخلاف السياسي الداخلي“.. لافتا إلى خطورة تجاهل ما صنعته الحرب القاسية من مخاوف وتوجس وانعدام ثقة ومن واقع مأساوي إلى جانب إغفال التجربة العملية التفاوضية الطويلة“.

وأوضح الرئيس المشاط أن الاحتفاء باليوم الوطني للصمود لأنه مثل اختبارا وكان النجاح في هذا الاختبار الصعب حليف شعبنا بكل مكونات موقفه الوطني المناهض للعدوان“.. مؤكدا أن هذا الصمود بفضل الله حمانا من معاناة كانت ستكون أكبر وأخطر، ومنحنا وشعبنا الوعي الكبير والعميق والواسع بالخصوم ومن يقف خلفهم من أعداء الأمة“.

ولفت إلى أن الصمود في وجه العدوان منحنا الحصانة من التأثر بسياسات الأعداء وأساليبهم القائمة على التشويه والتحريض وإثارة النعرات المذهبية والطائفية والمناطقية.. مضيفا ” في إطار هذا الصمود ترسخت مبادئ الهوية اليمانية بما تبنيه في الوجدان والواقع من الايمان بالله والثقة به والتوكل عليه فغابت كل أسباب الفرقة والكراهية“.

وأشار إلى أن صمود شعبنا كان له الأثر الكبير في إفشال كل المخططات المعادية وكان له الفضل الكبير في وضع الخصوم أمام حالة كبيرة من الانكشاف السياسي والقانوني والإعلامي،.. موضحا أن من أهم مكاسب الصمود أنه كشف مستوى الانحسار القيمي لدى كل أدعياء التمدن والتقدم والإنسانية وأسقط كل الأقنعة حتى وجدنا المجتمع الدولي يعترف بشرعية زائفة لا يعترف بها الشعب اليمني“.

وأشار إلى أن من أهم مكاسب الصمود أننا وجدنا الأمم المتحدة تقلق في كل مرة نستعمل فيها حقنا المشروع في الدفاع، وتلوذ بالصمت إزاء الاعتداء اليومي والحصار المستمر وإزاء التدخل الخارجي غير المشروع“.

وأكد أن صمود شعبنا أجهز على ثقافة الارتزاق والتبعية والارتهان، فتنزهت عنها الغالبية العظمى من الشعب وأرسى الصمود أسس الاستقلال الحتمي“.

وكشف أننا سنشهد في الأيام القادمة تدشين جملة من الإنجازات العملاقة في الرؤية الوطنية لبناء الدولة تتمثل في الخطة الخمسية للمرحلة الأولى، .. مقدما النصح لأي متقاعس أو متخاذل في الحكومة والمؤسسات بأن الفرصة الأخيرة مواتية للجد والمثابرة والنجاح والإنتاج ما لم فالإجراءات آتية لا محالة“.

وجدد الرئيس المشاط مباركة صمود شعبنا .. مثمنا الاستجابة العالية والرفد المستدام للجبهات وحالة الإقبال الكبيرة والمشرفة على معسكرات الاحتياط.. معربا عن تقديره عملية البناء المتواصلة في كل المجالات العسكرية والأمنية وأحث المختصين في دوائر التدريب والتأهيل على المزيد من مضاعفة الجهود“.

وبارك لكل الإخوة العائدين عودتهم إلى حضن الوطن .. ورحب بهذه الموجة الطيبة والمستمرة واعتبرها صحوة ضمير ومؤشر وعي.. مشددا أن على من تبقى في معسكر العدوان معرفة أن باب العودة لن يبقى مفتوحًا إلى ما لا نهاية إن لم يسارعوا إلى إعادة حساباتهم واتخاذ القرار الصحيح“.

نص الكلمة ”

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطيبين ، وارض اللهم عن صحابته المنتجبين وبعد ،،

أيها الشعب اليمني العظيم

مع إطلالة العام السابع من صمودكم الأسطوري يسعدني ويشرفني أن أتوجه اليكم بإسمي واسم زملائي في المجلس السياسي الأعلى بوافر التحية والإكبار ومن خلالكم إلى قائد الثورة المباركة السيد القائد حفظه الله وإلى كل أخ وأخت اختاروا لأنفسهم شرف الدفاع عن دينهم ووطنهم، وقرروا الانحياز المطلق لأرضهم وشعبهم في مواجهة العدوان والاحتلال، وحملوا على عاتقهم مشروع الحرية والتحرر من كل أشكال الهيمنة والوصاية الخارجية.

أيها الإخوة والأخوات

إننا نحتفي بهذا اليوم الوطني للصمود لأنه مثل اختبارا ومختبرا لكل شيء في هذا الوجود (للأشخاص والأحزاب والمجتمعات والدول والشعوب ومختبرا للوطن والوطنية والجمهورية والحرية والشرف وكل القيم والأخلاق والمفاهيم) ولأن النجاح والفوز في هذا الاختبار الصعب كان حليف شعبنا بكل مكونات موقفه الوطني المناهض للعدوان.

لقد اختار المعتدون توقيتا قاتلا وشنوا حربهم الظالمة وبلادنا تعيش حصيلة عقود طوال من الضعف والتباين والانقسام ، وفوق ذلك الواقع الصعب حشدوا من الجيوش الجرارة والأسلحة الفتاكة والإمكانات الهائلة ومارسوا من الأساليب والسياسات الوحشية والمرعبة ما لا يخطر على بال ، ومضوا يواصلون القصف بالقصف ، والزحف بالزحف ، والحصار بالحصار والدمار بالدمار في ظل واقع تضطرم فيه الظروف القاسية ، وتزدحم في أدق تفاصيله مختلف التحديات، ومن وراء دوائر النار والحصار والدمار اصطفاف دولي، وخذلان أممي، وعالم يسمع ويرى من دون أن يتحرك فيه ضمير أو وازع من أخلاق أو قانون أو قيم إنسانية مشتركة، وتركنا هاهنا نحتسي مآسينا لوحدنا، ونضمد جراحنا بمفردنا، ونحتضن أطفالنا تحت الحمم ، ولكن برؤوس تتوسد السحاب وأعالي القمم.

لقد كان الخيار إما أن نصمد ونعاني بشكل كبير، وإما أن نستسلم ونعاني أكثر وأكثر، فاختار الشعب قرار الصمود، وشمرت الرجال عن سواعدها وانطلقت من الصفر تحمي بنحورها اليمن ، وتذود بالدم الزاكي عن عزته وكرامته وشموخه وسيادته واستقلاله

أيها الإخوة والأخوات

لقد كان الصمود ضروريا لأنه لا خيار غير الصمود، وكان الصمود أسطوريا لان كل المقومات المادية للصمود لم تكن شيئا مذكورا في معادلات المواجهة، وهنا يتضح المدخل المناسب لكل حملة الأقلام للحديث والكتابة عن فلسفة هذا الصمود النادر والفريد وعن مرتكزاته الحقيقية التي تنحصر في رعاية الله أولا وآخرا ثم في حكمة قائد الثورة، وعظمة الشعب، والتاريخ، والجغرافيا، وبسالة المقاتل اليمني، وأخلاقنا وقيمنا، وعدالة قضيتنا ..

وهي فرصة أيضا لإبراز مكاسب الصمود ، وهي لاشك مكاسب عديدة وكبيرة منها أن هذا الصمود بفضل الله حمانا من معاناة كانت ستكون أكبر وأخطر ، ومنحنا وشعبنا الوعي الكبير والعميق والواسع سواء على مستوى المعرفة الكافية بالخصوم ومن ورائهم من أعداء الأمة، والإلمام باستراتيجياتهم وأهدافهم العدائية وعلاقاتهم وتحالفاتهم ومشاريعهم المشبوهة ، أو على مستوى الوعي والحصانة من التأثر بسياساتهم وأساليبهم القائمة على التشويه والتحريض وتثوير النعرات المذهبية والطائفية والمناطقية والترهيب والترغيب وتوظيف الأخطاء والتباينات والخلافات الحزبية والسياسية، واستطعنا بحمد الله سد الثغرات وإسقاط كل تلك الرهانات وفي إطار هذا الصمود ترسخت مبادئ الهوية اليمانية بما تبنيه في الوجدان والواقع من الإيمان بالله والثقة به والتوكل عليه والارتباط به والاعتصام بحبله فغابت من أوساطنا – كموقف وطني ضد العدوان – كل أسباب الفرقة والكراهية وانتشرت ثقافة المصالحة والتصالح والتعايش وانحسرت مساحة الثأر والجريمة، وكان هذا الصمود ملهما في إحياء خصائص الصبر والتكافل والتعاون والتكامل ، وملهما في بناء الذراع العسكرية والأمنية المذهلة ، وفي إطاره تعاظمت القدرات وتراكمت الخبرات ، وتخلقت روح جميلة ورائعة ومتنامية من الموهبة والإبداع والابتكار في شتى المجالات.

أيها الشعب اليمني العظيم

لقد كان لصمودكم الأثر الكبير في إفشال كل المخططات المعادية وكان له الفضل الكبير في وضع الخصوم أمام حالة كبيرة من الانكشاف السياسي والقانوني والإعلامي سواءً على مستوى الهدف الحقيقي لهذا العدوان أو على مستوى المبررات الواهية أو على مستوى الخطاب التضليلي ككل، وكان لصمودكم الفضل في تقويض كل الأسقف الزمنية المدروسة للعدوان وفي صنع التحولات والمآلات الكبيرة للمعركة والمواجهة ويكفي أنه لا مقارنة اليوم بين معادلات الموقف الوطني في 26 مارس للعام 2021م وبين ما كان عليه الحال في 26مارس للعام 2015م .

كما كان لصمودكم الفضل أيضا في إعادة الاعتبار لليمن ولكل مقولات التاريخ عن اليمن ، واستطعتم أن تمنحوا كل من اعتدى عليكم وكل من سيستفيد من قراءة صمودكم تجربة تاريخية مهمة تكفي لوقف التفكير مستقبلا في تكرار أي اعتداء على بلدكم ، وبهذا تكونون قد حميتم بلدكم لقرون قادمة ، وأودعتم لكل الأجيال رسالة مرصعة بالفخر والاعتزاز والمواقف المشرفة وممهورة بعشق الوطن وعطر الشهادة وعطاء التضحية ومواصفات القيادة وأمانة الرسالة والسيادة ، وصنعتم واقعا سياسيا جديدا يستحيل معه القبول بحكام معلبين أو مصنعين من قبل الخارج ممن رأيناهم يبيعون الوطن على الرصيف ، ويصفقون لقصفنا وحصار وتجويع شعبنا واحتلال أرضنا.

ولعل من أهم مكاسب الصمود أنه كشف عن مستوى الانحسار القيمي لدى كل أدعياء التمدن والتقدم والحضارة والإنسانية ، وأسقط كل الأقنعة حتى الى درجة وجدنا معها المجتمع الدولي يعترف بشرعية زائفة – لخليط من الفاسدين والقاعدة وداعش – لا يعترف بها الشعب اليمني وتقف ضد مصالح الشعب ، ووجدنا الأمم المتحدة تقلق في كل مرة نستعمل فيها حقنا المشروع في الدفاع ، وتلوذ بالصمت إزاء اعتداء يومي وحصار مستمر وقصف على مدار الساعة ، وكذلك إزاء تدخل خارجي غير مشروع تمنعه القوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة ، وتمنعه القرارات الدولية ذات الصلة بالشأن اليمني ، وتمنعه المعاهدات الثنائية ، ومبادئ الدين والإخاء ، وأواصر القربى وحسن الجوار ، ومن هذه الزاوية كان الصمود انتصارا لكل الحقيقة على كل الزيف ، ولم يعد في مقدور أحد أن يغشنا أو يخدع شعبنا تحت أي عنوان من تلك العناوين البراقة التي لطالما خدعونا بها زمنا طويلا.

كما أجهز صمود الشعب اليمني على ثقافة الارتزاق والتبعية والارتهان، فتنزهت عنها الغالبية العظمى من الشعب ، وأرسى الصمود أسس الاستقلال الحتمي كثقافة وممارسة وطريق ، والاستقلال لاشك هو كل ما يحتاجه اليمن للنهوض والانطلاقة نحو استحقاقاته الكبرى وفي مقدمة ذلك بناء الدولة اليمنية المدنية العادلة والقوية والغنية ان شاء الله.

أيها الإخوة والأخوات

إن مكاسب الصمود لا تخفى ولا تحصى وإن كنا اليوم نعاني ونتعب لكنها تبقى مكاسب واعدة فلكل شيء ثمن والمستقبل الكريم والواعد بالحرية والخير والأمن والاستقلال يستحق منا أن نصمد وان نضاعف الصمود ونواصل الصمود ففي منتهى هذا الطريق أمل ومستقبل مضمون بضمانة الله الذي وعد المؤمنين الصابرين وبشرهم.

وأمام عظمة هذا اليوم ومكاسبه – التي نحيل استكمال الحديث عنها إلى الأقلام الشريفة.

وقبل أن أختم هذا المحور أن أتوجه مجددا بعظيم الإجلال وجزيل الامتنان والشكر والإكبار إلى من كان لهم الفضل بعد الله في صناعة هذا الصمود

إلى سيدي قائد الثورة عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله أولاً، والى أبطال القوات المسلحة والأمن في ميادين العزة والكرامة ووحدات التصنيع العسكري بكل أقسامها والى كل أعزاءنا وأعظم من فينا وهم الشهداء والجرحى والأسرى والمرابطين والى كل أمهاتهم وآبائهم وأبنائهم وإخوتهم وأخواتهم وكل أسرهم الشريفة والكريمة.

وتحية خالدة لكل العاملين بجد وتفاني في حكومة الإنقاذ، وكل الرجال الصامدين والنساء الصامدات في كافة أجهزة مؤسسات الدولة، والى فريق التخطيط الذي يصل الليل بالنهار لإعداد الخطط والمصفوفات التنفيذية للرؤية الوطنية والتي سنشهد من خلالها في الأيام القادمة تدشين جملة من الإنجازات العملاقة تتمثل في الخطة الخمسية للمرحلة الأولى – كذلك تدشين دليل التخطيط الاستراتيجي كذلك دليل المتابعة والتقييم وغيرها الكثير وأحث على مواصلة هذه الجهود المباركة، وانصح أي متقاعس أو متخاذل في هذه الحكومة وهذه المؤسسات بأن الفرصة الأخيرة مواتية للجد والمثابرة والنجاح والإنتاج ما لم فالإجراءات آتية لا محالة.

تحية خالدة أيضا إلى العلماء الاجلاء والمشائخ الكرام والقبائل الأبية وكل شرفاء الموقف الوطني من الأحزاب والأكاديميين والسياسيين والدبلوماسيين والإعلاميين والأطباء والممرضين والحقوقيين والقضاة والمزارعين وكل العاملين في كل الجانب الاقتصادي وكل المواطنين والشرفاء من أبناء وبنات شعبنا اليمني العظيم في الداخل والخارج.

ولا يفوتني أن أوجه التحية والشكر لكل من تضامن مع مظلومية شعبنا ومع عدالة قضيتنا من أحرار أمتنا العربية والإسلامية أشخاصا وشعوبا وحكومات وأحزاب، والتحية موصولة لكل الأحرار والشرفاء في مختلف العالم ممن كان لهم صوت مرفوع وموقف مشرف تجاه العدوان الظالم على بلدنا وشعبنا.

وأختم الآن ببعض النقاط السريعة

أولا – أجدد مباركة صمود شعبنا وأثمن غاليا وأقدر عاليا الاستجابة الجماهيرية العالية والرفد المستدام للجبهات وحالة الإقبال الكبيرة والمشرفة على معسكرات الاحتياط وعملية البناء المتواصلة في كل المجالات العسكرية والأمنية وأحث المختصين في دوائر التدريب والتأهيل على المزيد من مضاعفة الجهود، وتوسيع الخطط الاستيعابية بما يتلاءم مع حجم الاقبال ، واذكر بأن أي شخص يجد أي صعوبة في استيعابه على نحو يترتب عليه حرمانه من الانتساب لمواقع الخدمة والإسهام في الدفاع عن وطنه سيكون بالنسبة لنا أمراً مؤلماً وتقصيرا لا ينبغي أن يحدث.

ثانيا – أبارك لكل الأخوة العائدين عودتهم إلى حضن الوطن وارحب بهذه الموجة الطيبة والمستمرة واعتبرها صحوة ضمير ومؤشر وعي وقبل ذلك توفيقا الهيا لهم فبقاؤهم في معسكرات تعمل في اطار دول تعتدي على بلدهم وشعبهم المظلوم والمحاصر خسارة في الدنيا والأخرة وعلى من تبقى معرفة أن هذا الباب لن يبقى مفتوحاً إلى ما لا نهاية إن لم يسارعوا إلى إعادة حساباتهم واتخاذ القرار السليم والصحيح.

ثالثا – وفي سياق ما ظهر مؤخرا من الأصوات المنادية بالسلام أود أن اعرب عن تقديرنا واحترامنا لكل هذه الأصوات والمحاولات وفي نفس الوقت ومن منطلق حرصنا الثابت والدائم على السلام وتعزيزا وإثراء لكل الجهود والتوجهات الداعمة للسلام أود أن الفت نظر الجميع إلى وجود ثلاث ملاحظات مهمة جدا ويحتاج كل مخلص وصادق في سعيه أو حرصه على إنجاح عملية السلام من أي طرف أو جهة أن يتنبه إليها :

الأولى – خطورة الانطلاق من توصيفات خاطئة لان هذا سيقود إلى تصورات غير صحيحة وغير واقعية للحل، الأمر الذي لن يخدم تحقيق السلام كغاية نبيلة وسامية تهمنا جميعا فالخطأ في التشخيص يولد بالضرورة خطأ في المعالجة ، ونحن أمام حرب عسكرية يقودها طرف غير يمني من جهة وأمام أشكال داخلي كلا طرفيه يمنيون ومحاولة التركيز على المشكلة الداخلية قبل إنهاء الحرب العسكرية سيبقى يثير الكثير من الإشكالات والصعوبات، بل ويفرغ مسمى الحوار اليمني اليمني من محتواه إذ لا يمكن تصور حوار سياسي يمني يمني قبل تحييد العنصر غير اليمني ، وهو ما يستدعي بالضرورة إيجاد خطوات أو مراحل واضحة وعزل تأثير كل مرحلة أو خطوة عن الأخرى بحيث ينحصر أي انهيار لا سمح الله في الجزئية نفسها ، وتبقى بقية الخطوات أو المراحل الأخرى في مأمن، وهنا لن يتسبب اختلال جزئية معينة في اختلال وانهيار ما تم إنجازه من نجاحات في كل عملية السلام.

الثانية – خطورة الربط بين الجانب الإنساني الذي يخص الشعب اليمني ككل ، بملفات الخلاف العسكري أو السياسي التي تخص المتقاتلين أو المختلفين سياسيا وبالتالي يجب أن نحصن هذا الجانب من أي تأثيرات سلبية لجوانب الاختلاف الحقيقي المتمثل في الحرب العسكرية التي تقودها من الجانبين كل من صنعاء والرياض والخلاف السياسي الداخلي.

الملاحظة الثالثة – خطورة تجاهل ما صنعته الحرب القاسية من مخاوف وشكوك وتوجس وانعدام ثقة ومن واقع مأساوي وجراح غائرة وعميقة إلى جانب إغفال التجربة العملية التفاوضية الطويلة وعدم إدراك أن كل هذه المسائل تمثل السبب الجوهري في فشلها وستبقى تمثل العائق الأساس في التوصل إلى السلام كحاجة نبيلة وغاية سامية للجميع.

وفي الختام أجدد التأكيد على هذه النقاط من منطلق الحرص الصادق والاستيعاب الدقيق لطبيعة التعقيدات والعوائق.

شاكرين كل الجهود الداعمة للسلام وفي مقدمها موقف الأشقاء في سلطنة عمان.

المجد والخلود للشهداء – الشفاء للجرحى – الحرية للأسرى – النصر لشعبنا اليمني العظيم – تحيا الجمهورية اليمنية .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته