النباء اليقين

الدكتورة الخطيب: إغلاق مطار صنعاء قتل آلاف الأطفال وحالة التوأم بحاجة للسفر


وصلت إلى مستشفى السبعين وقد حان موعد وضعها للمولود، كانت الحالة حرجة على غير المعتاد، ولم يكن الأمر سهلاً لأن تضع مولودها، وكانت المفاجأة، طفلان ملتصقان في ظاهرة نادرة الحدوث.
مديرة مستشفى السبعين الدكتورة ماجدة الخطيب أكدت للثورة أن الطفلين وُلدا يوم أمس بعد إجراء عملية قيصرية للأم التي وصلت المستشفى وهي في حالة حرجة، ونجح الفريق الطبي بمستشفى السبعين بفضل من الله في إنقاذ الأم والطفلين.

وتشرح الدكتورة الخطيب حالة الطفلين:
الطفلان ولدا ملتصقين والاثنان ذكور، والالتصاق في منطقة الصدر والبطن وبسبب عدم وجود الأجهزة الحديثة والهامة داخل المستشفى مثل جهاز الأشعة المقطعية لا نستطيع تحديد أماكن الالتصاق بشكل دقيق لكن الفحوصات الأولية أظهرت أن هذين الطفلين الملتصقين لديهما قلبان منفصلان، فيما منطقة الكبد ومنطقة الأمعاء غالباً وليس أكيد متصلة.
تؤكد الدكتورة الخطيب أن الطفلين حالتهما مستقرة إلا أنهما بحاجة ماسة وسريعة لنلقهما إلى الخارج لإجراء عملية الفصل، كما أكدت أنه ونظراً لأن قلبي الطفلين منفصلان فاحتمالية نجاح عملية فصلهما عالية جداً وأي تأخير في عملية نقلهما إلى الخارج يقلل من فرصة إنقاذ حياتهما.
ولفتت مديرة مستشفى السبعين إلى أن التشوهات الخلقية زادت منذ بداية العدوان نتيجة استخدام العدوان أسلحة بيولوجية وأسلحة محرمة ..
وأضافت: بالنسبة لحالة الطفلين الملتصقين فالأمر يحتاج لإثبات علمي، وعموماً فإن التشوهات الخلقية زادت بشكل كبير جدا خصوصا تلك الحالات التي تأتي من مناطق تعرضت للقصف بأسلحة محرمة دوليا”.
وقالت: لدينا الآن في نفس الحضانة بجوار هذين الطفلين طفل لديه تشوه خلقي في منطقة البطن، عبارة عن انفتاح في جدار منطقة البطن مما أدى إلى خروج جزء من الكبد وجزء من القلب، وهناك احتمالية كبيرة أن سبب التشوه الخلقي لهذا الطفل هو تعرضه لسموم ناتجة عن أسلحة محرمة ، وللأسف مستشفى السبعين للأمومة والطفولة يكاد لا يمر عليه أسبوع إلا ويشهد مثل هذه الحالات”.
وأوضحت: إن المستشفى يفتقد للكثير من التجهيزات عدد الحاضنات قليل جداً جداً وغياب معظم أجهزة التنفس الصناعي في معظم الحاضنات وكذلك غياب الأجهزة التشخيصية، ونظرا لغياب أجهزة التشخيص فإن أكثر ما نتعمد عليه هو الكادر البشري من خلال الجهود الكبيرة التي يبذلها الأطباء والممرضون وتسخير أوقاتهم وقدراتهم، في ظل العدوان والحصار الذي يحول دون توفير مثل هذه الأجهزة خصوصا في مثل هذه الأوقات.
وناشدت الدكتورة الخطيب المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة لتحمل مسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية لا سيما في مثل هذا الوقت للضغط على التحالف السعودي لرفع الحصار الظالم على بلدنا وفتح مطار صنعاء خصوصاً وإن إغلاق مطار صنعاء لن يغير شيئاً في موازين الحرب، بينما ضحاياه هي الحالات الإنسانية والحالات المرضية.

مناشدة
بالتوجه إلى مكتب الصحة بأمانة العاصمة، التقينا مدير المكتب الدكتور مطهر المروني وأكد أن حالة التوأم السيامي اللذين ولدا صباح يوم الخميس بمستشفى السبعين بأمانة العاصمة حرجة للغاية ويحتاجان إلى عملية فصل جراحية عاجلة ومثل هذه العملية غير ممكنة حاليا في اليمن، نظراً لعدم وجود المرافق والكوادر المتخصصة لإجراء مثل هذه العمليات الكبيرة والمعقدة.
وطالب الدكتور المروني الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات الإنسانية العاملة في اليمن وخارج اليمن باتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة لإنقاذ حياة التوأم وإرسال طائرة خاصة لنقلهما إلى خارج اليمن.
وقال: نحن في اليمن لا نستطيع إجراء مثل هذه العملية لإنقاذ حياتهما وبنفس الوقت لا نستطيع نقلهما إلى خارج اليمن بسبب الحصار المفروض على بلدنا وإغلاق مطار صنعاء منذ ما يزيد عن ست سنوات .
وحمل الدكتور مطهر المروني الأمم المتحدة مسؤولية حياة الطفلين وبقية أطفال اليمن الذين يموتون تباعا نتيجة الأمراض المختلفة بينما لا يستطيعون السفر وبنفس الوقت لا يستطيعون تلقي الخدمات الطبية اللازمة في المستشفيات اليمنية نتيجة التدمير المتعمد الذي تعرض له القطاع الصحي وشحة الإمكانيات وعدم وجود الأجهزة اللازمة لمثل هذه العمليات لإنقاذ حياتهم.
وكشف مدير مكتب الصحة بأمانة العاصمة عن حالات تشوه خلقية أخرى منها حالة ولادة طفل يعاني من تشوه خلقي في القلب.
وقال: حالات التشوه الخلقي ارتفعت بشكل ملحوظ منذ بداية العدوان في مختلف مستشفيات الجمهورية، وهذا يعود لعدة أسباب أهمها استخدام تحالف العدوان أسلحة بيولوجية وكذلك ضعف التغذية خصوصا لدى النساء الحوامل إضافة إلى عدم توفر الإمكانيات اللازمة للحفاظ على صحة الأطفال وتغذيتهم التغذية السليمة .
ويتوقع الدكتور المروني أن المزيد من حالات التشوه الخلقي وحالات الوفيات بين الأطفال بسبب استمرار العدوان والحصار والتواطؤ الدولي خصوصاً من قبل الأمم المتحدة.. التي اعتبرها شريكاً أساسياً في العدوان على اليمن بدليل أنها أخرجت السعودية من قائمة العار فيما يتعلق بقتل أطفال اليمن مقابل المال، حسب قوله.
داعيا الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى الاستجابة العاجلة لإنقاذ حياة التوأم خصوصاً وأن حياتهما معرضة للخطر ولا توجد لدينا إمكانيات عالية التجهيز لإنقاذ حياتهما .

صحيفة الثورة