النباء اليقين

سلطات وجماعات الارتزاق والعمالة في تعز وعدن..هل يحاصرها الغضب الشعبي

الهدهد / أخبار محلية

تترنح مليشيات الارتزاق والعمالة على اختلاف أسمائها وتعدد أشكالها وهوياتها ، على وقع تداعيات الخلافات البينية العاصفة ، التي بدأت بتراشقات إعلامية وسياسية ، ثم اتسعت يوما بعد آخر حتى وصلت ذروتها بتفجر المعارك في عدن وأبين ومناطق أخرى واستمرت في شكل اقتتال عنيف ومميت في مناطق التماس

علاوة على التصفيات والاغتيالات المتبادلة بين تنظيمات «الارتزاق والعمالة» التي شهدتها تعز وعدن ولحج خلال الفترات الماضية وراح ضحيتها المئات من الطرفين.

المظاهرات التي خرجت في تعز خلال الأيام الماضية والتي تجددت يوم أمس في كل شوارع المدينة ، إثر الضائقة المعيشية التي يمر بها السكان في كل المناطق المحكومة بسلاح المليشيات التابعة للعدوان السعودي الإماراتي ، التي تستقتل اليوم في شوارع تعز وعدن وفي أبين وشبوة وتحيل حياة الناس هناك إلى مآس يومية من القتل إلى السحل والاغتيالات والاغتصابات والخطف والنهب إلى الترويع وكل أشكال الإرهاب الذي تمارسه بحق السكان الواقعين تحت نير العدوان والمرتزقة

جاءت لتعبر عن غضب الناس وسخطهم وضيقهم بما تمارسه عصابات الارتزاق والعمالة أكان منها التابعة للفار هادي والإخوان والمحسوبين على حلفائهما، أو التابعة لطارق عفاش والسلفيين والانتقالي الذين يدينون بالولاء للإماراتيين.

في بدايات الحرب على اليمن استجمع حلف العدوان حشدا من المرتزقة والعملاء المحليين والأجانب وحشدهم للقتال ضد الجيش واللجان الشعبية ، وهم عبارة عن لفيف من المستأجرين المرتزقة والعملاء والإرهابيين والأجانب لا يجمع بينهم جامع إلا الأجر اليومي الذي يتقاضونه من مشغليهم نظير القتال

بينما يفترقون إلى سبعة وسبعين جماعة لكل منها توجهاتها وشعاراتها وأهدافها ومصالحها التي تتعارض مع توجهات وشعارات ومصالح الأخرى وتتصارع معها وتتقاطع كليا ، وجميعها تحمل لبعضها ضغائن تولدت في أشكال مختلفة من العنف والاقتتال والتناحر الذي يتدحرج في الميدان من منطقة إلى أخرى ومن شكل إلى آخر.

المظاهرات الشعبية الحاصلة في شوارع تعز، والغضب الذي يعبر عنه الناشطون من أبناء عدن والساحل الغربي عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، يؤكد بأن آجال العدوان والمرتزقة والعملاء في كل المناطق المحتلة قد حلت ، وأن الجنان التي وعد بها أبناء تلك المناطق باتوا يشاهدونها أشكالا مختلفة من التردي والفوضى والإرهاب اليومي والترويع بالقتل والخطف التي يقوم بها «المفعصين» وهو الوصف المتداول في وسائل التواصل الاجتماعي الذي يطلقه النشطاء على قادة المليشيات المتناحرة التي تتبختر في أسواق القات والخضار وفي الجولات والشوارع العامة بتعز وعدن

وقد تراكم السخط لدى الناس نتيجة الفوضى الأمنية والتردي المتواصل للخدمات كالمياه والكهرباء والصحة، وصولا إلى ظهور الأسواق السوداء للخبز والرغيف والروتي واختفاء مادة الدقيق وبعض السلع والمواد الغذائية ، بفعل الصعود المتواصل للدولار الذي سجل مستويات قياسية خلال الأيام الماضية قافزا على 900 ريال سعر الدولار الواحد.

الأزمة السياسية هي الأخرى تضرب فصائل المرتزقة والمليشيات العميلة ، رغم الحديث المتكرر عن اتفاق الرياض الذي ولد ميتا قبل عام وحتى اليوم ما زال الجدل البيزنطي إن صح التوصيف يراوح مكانه لم يتغير ، فجماعة الفار تطالب بتمكينها من السيطرة العسكرية والأمنية على عدن

وجماعة بن بريك والزبيدي تطالب هي الأخرى بتمكينها من السيطرة على إدارة المرافق والمؤسسات ومنها البنك في عدن ، بينما يقيم الفار والزبيدي في فنادق فخمة في الرياض وأبو ظبي ويتنابران حول القضايا والمصائر من غربتهما الأبدية

يحدث هذا في الوقت الذي تشهد العاصمة صنعاء والمناطق والمحافظات التي تحكمها السلطات الوطنية استقرارا على مختلف الصعد الأمنية والإدارية والاقتصادية والسياسية ، أسعار الصرف مستقرة كذلك الأمر أسعار المواد والسلع مستقرة إن حدثت تغيرات ثمة جهة مسؤولة تستطيع أن تخاطبها عبر الإعلام والصحافة أو البلاغات المباشرة وتتحمل مسؤوليتها ، مرافق الأمن والخدمات والنظافة ، القضاء موجود والنيابات والمحاكم وأقسام الشرطة تقوم بدورها وإن كانت هناك سلبيات في إطار تأديتها للدور المنوط بها فهذا يحدث ، لكنا بالمقارنة بما هو في عدن وتعز من انفلات مريع نجد الفارق كبيراً وكبيراً جدا..

في صنعاء تمارس الصحافة والإعلام دورها كسلطة رابعة في النقد والملاحظات والتصويب ، وتحضر في كل الأحداث والقضايا ، بعكس ما هو حاصل في عدن أما تعز فقصتها قصة طويلة ، فقد نهبت مطابع الجمهورية وبيعت كقطع تشليح في بلدان متعددة.

في صنعاء دولة حاضرة وقائمة بمؤسساتها ووزاراتها ومسؤوليها ، تقوم بدورها ومهامها وأنشطتها اليومية في الضبط والرقابة والأمن والخدمات وغير ذلك ، ووجود مشاريع وخطط للتطوير والتحديث والبناء والمواكبة إلى آخر ذلك ، نختلف حول فساد مسؤول أو نتفق ، هناك مرجعية قانونية ودستورية وهناك مؤسسات وهناك قضاء ونيابة أموال ومدعون عن الحق العام يقومون بأدوارهم ووظائفهم

والشيء نفسه في مختلف القطاعات الإدارية في الخدمة المدنية والأمن والجيش والقضاء.

لا مقارنة أبدا.. وحتى وضع السياق بالسياق فيه إجحاف ولكنه من باب التذكير.

المظاهرات التي تتواصل في المناطق المحتلة تعد فاتحة وطنية يبنى عليها في تحريرها يؤكد مطلعون ، وقد باتت مصدر قلق للمليشيات المتناحرة التي تجد نفسها اليوم محاصرة بعدة أزمات بعد بلوغها مرحلة النهايات الحتمية

حيث ردود الفعل الشعبية الرافضة لبقائها في خضم تحضيرات لتشكيل جبهة نضال ومقاومة لتحرير المحافظات المحتلة من دنس العدوان والمرتزقة على اختلاف الألوان والأشكال ، لكنّ أكثر ما يهدد بقاء تحالف العدوان هو ما يتعلق بالأزمة المعيشية الخانقة التي يعيشها اليمنيون الذين وقعوا تحت حكم المرتزقة السعوديين والإماراتيين والعملاء وضحية السلاح والأموال السعودية والإماراتية.