النباء اليقين

الدريهمي.. انتصارُ الدم على السيف

الهدهد / مقالات

 مرتضى الجرموزي

حربٌ وحصار، دمارٌ وخراب، معاناة وأتعاب، وتهجير قسري عاشته الدريهمي لعامين ونيّف، وتحالف العدوان السعودي الأمريكي يشدّد حصاره الخانق ويسرف في القتل والتهجير لأهالي الدريهمي الذين وقفوا بحزم تجاه صلف العدوان، وبمعية كوكبة وثلة قليلة من مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة كانوا بمثابة الحصن والسور العظيم والحجرة التي كسّرت رؤوسَ المعتدين وهي تتصدّى لزحوفات شبه يومية.

ومع الصمود والثبات وحق الجهاد والقضية التي خرج لأجلها رجالاتُ اليمن وخيارها بصدق الولاء والجهاد والاستشهاد، وفي سبيل الدفاع عن اليمن الأرض والإنسان والعقيدة، عاشت الرجالُ عامين ونصف عام صبراً ومعاناة وتحمّلاً لسبيل إعلاء كلمة الله وإحقاق الحق ورفع مظلومية أهالي الدريهمي.

وها نحن اليوم وكل أحرار اليمن يعيشون فرحةَ الانتصار والتحرير والاستقلال لمدينة الدريهمي، والذي تمكّن فيه المجاهدون بفضل الله بقطع دابر الفتنة وفك الحصار ودحر المعتدين والمرتزِقة، وبفضله تحرّرت مناطقُ واسعة حول الدريهمي إلى منطقة الكوي وقرية الطائف والطريق العام الرابط ما بين الحديدة والخوخة.

دُحر المرتزِقةُ والأذنابُ وتحرّرت الدريهمي، وعاد أبناؤها إلى منازلهم وممتلكاتهم، وعادت الفرحةُ عامرةً في كُـلّ ركن تهامي دريهمي يماني عاش طويلاً الألم والجراح.

وما بين هذه وتلك، كان أن انتصر الدمُ على السيف، انتصر الحقُّ على الباطل، وانتصرت الدريهمي وعاد الأبطالُ فاتحين منتصرين بعد عامين ونيّف من الحصار والاعتداء، يقابله الصادقون بثبات إيماني وصمود يماني، جهاداً في مقارعة المعتدين وكبح جماح زحوفاتهم المكثّـفة على الدريهمي التي كان لها كلمة الفصل بعد الله سبحانه وتعالى.

وفي خضم الأحداث والصراع بين الحق والباطل، انتصرت الإرادَةُ الصلبةُ والحقُّ المشروع والدفاع المقدّس وعاشت الدريهمي فجر صباح التحرير وأشرقت شمس التحرير وفك الحصار الذي عاناها أبناء الدريهمي جنباً إلى جنب مع مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة الذي آثروا البقاء والدفاع عن الدريهمي المدينة والإنسان على نفوسهم وأرواحهم، وها هم اليوم بفضل الله يعودون إلى منازلهم فاتحين مزاورين متعهدّين بالعودة سريعاً إلى حيث العزة والمجد.

عاد الأماجد فاتحين منتصرين إلى أهاليهم، لتستقبل يوم الخميس مديرية ضوران قبيلة آنـــــس، مخلاف حِمْيَر، ثمانيةً من فرسانها المغاوير من آل الباشا وآل مهدي وآل الدغار، ومع استقبال الفاتحين حضر الكبار والصغار ترحيباً وحمداً لله على نصره وتأييده بالفتح المبين الذي سطّره المؤمنون والتي كان لآنس الدورُ الأبرزُ في مختلف المهام الوطنية الجسيمة.

عاد الأبطالُ بمعنويات عالية وبأس حيدري وإباء يماني وإيماني، اختلطت دموع الفرح بأهازيج الانتصار والاستقبال وفرسان المسيرة القرآنية يعانقون المجد رفعة، سمواً وانتصاراً على رؤوس الأعداء والأقزام وحثالة الارتزاق.

(إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ، وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ، وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ).

عاد المرتزِقةُ لدناءتهم، وعادت الأحذية سقوطاً في المستنقع، وعاودوا بزحوفاتهم على الدريهمي بعد إن شدّدوا عليها الحصار لعامين ونصف، فكان أن مكّن اللهُ المجاهدين وانتقموا لمظلومية أبرياء الدريهمي، وأخرجوا الأذناب من جحور الصحراء إلى خط الطائف بذلهم وخزيهم.

وعاد رجالنا المجاهدين لزيارة الأهل والأصدقاء والأحبة، قاطعين على أنفسهم العهدَ بالعودة سريعاً لتحرير ما بقي تحت سيطرة العدوِّ في الساحل الغربي والمناطق الجنوبية التي تقبع تحت الاحتلال السعودي الأمريكي، بما فيها وأهمُّها المحافظات الجنوبية.