النباء اليقين

طهران تُصعد لهجتها مع واشنطن.. والقوات المسلحة تُهدد بـ”الصفعة القوية” في حال الاعتداء على المياه الإيرانية..

صرح الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الأربعاء بأن الخليج “سيظل فارسيا”، ودعا الولايات إلى أن تعي ذلك.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عنه القول، خلال اجتماع الحكومة اليوم، :”على أمريكا أن تعلم أن اسم الخليج الفارسي سيبقى الخليج الفارسي إلى الأبد، وليس خليج واشنطن أو نيويورك”.


وبمناسبة “اليوم الوطني للخليج الفارسي” الذي تحييه إيران في الثلاثين من نيسان/أبريل، قال روحاني :”الخليج يمثل لنا ممرا مائيا تاريخيا مهما … من الطبيعي أن كل الممرات المائية للبلاد مهمة، ولكن بما أن الخليج الفارسي وبحر عمان يتصلان بالمياه الدولية فإنهما يتميزان بأهمية خاصة”.


وقال :”على الأمريكيين أن يعلموا أن اسم هذا الممر المائي هو الخليج الفارسي وليس خليج نيويورك أو واشنطن، وبالتالي عليهم أن يأخذوا بنظر الاعتبار ويحسبوا حسابا لهذا الاسم ولهذا الشعب الذي حافظ على هذا الممر المائي لآلاف السنين”.


وتبادلت البحرية الأمريكية والحرس الثوري الإيراني خلال الأيام الماضية الاتهامات بالتحرش بسفن كل جانب منهما الآخر في الخليج.


ومن جهته أكد قائد القوة البحرية للحرس الثوري الإيراني الأدميرال علي رضا تنكسيري، اليوم الأربعاء، أنه “لا مكان للأجانب في المنطقة، داعيا إياهم لمغادرتها.


وقال تنكسيري، في تصريحات بمناسبة اليوم الوطني للخليج الفارسي: “لقد وجهنا رسالة الصداقة والسلام إلى الدول الجارة المسلمة دوما وبإمكاننا إرساء الأمن في الخليج الفارسي في ظل التعاون معا”، وذلك حسب وكالة “فارس” الإيرانية.


وأعرب عن أسفه لموافقة بعض قادة دول الجوار على وجود الأجانب في المنطقة، مؤكدا أن “وجود الأجانب في المنطقة أدى إلى زعزعة الاستقرار فيها، ومنها وقوع عدة اصطدامات بحرية من ضمنها مدمرة أمريكية مع ناقلة نفط يابانية وغواصة أمريكية مع ناقلة نفط وإطلاق النار من مدمرة أمريكية نحو زورق سياحي إماراتي أدى إلى مصرع عدد من الافراد”.


وأوضح أنه “لو وقع حادث ما لهذه السفن الحربية الأجنبية التي تستخدم الوقود النووي، فان ذلك سيؤدي إلى تدمير البيئة البحرية في الخليج الفارسي لفترة 11 عاما”.


وتابع قائد بحرية الحرس الثوري، أن “تواجد الأمريكيين غير المشروع في المنطقة يمكن أن يعرض أمننا للخطر، وبطبيعة الحال فاننا لا نسمح لأي سفينة حربية أجنبية بالتواجد في مياهنا الإقليمية”، مؤكدا “لا مكان لأجانب في منطقتنا ويجب عليهم مغادرتها”.


وفي سياق متصل وجهت القوات المسلحة الإيرانية، تهديدا حادا إلى الولايات المتحدة، مؤكدة أنها “ستتلقى صفعة أقوى من ذي قبل في حال اعتدت على المياه الإيرانية ومصالح شعبنا في مياه الخليج”.


وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، أبو الفضل شكارجي، في تصريحات مع التلفزيون الرسمي، إن “الولايات المتحدة ستتلقى صفعة أقوى من ذي قبل في حال اعتدت على المياه الإيرانية ومصالح شعبنا في مياه الخليج”، معتبرا أن “تهديد ترامب بتدمير الزوارق الإيرانية يأتي في إطار الحرب النفسية وسعيه لكسب امتيازات في الانتخابات الرئاسية”.


وتابع شكارجي: “عندنا انتقاد دائم لأعدائنا وعلى رأسهم الأمريكيين وهو أنه ماذا يريدون من دول المنطقة في مياه الخليج الفارسي؟ إن دول منطقة الخليج الفارسي قادرة على توفير الأمن فيها، إلا أن سؤالنا هو أنه عن ماذا يبحث الأمريكيون في هذه المنطقة وماذا تفعل سفنهم الحربية وطائراتهم ووحداتهم القتالية في هذه المنطقة؟.


وأكد أن “القوات الأمريكية في الخليج تلوث المياه وتتعرض للصيادين والسفن التجارية ويحق لها العبور من المياه الدولية عندما لا تسبب الأذى للآخرين”، مضيفا أن “الأمريكيين فضلا عن أنه ليس لديهم أي رد على سؤالنا هذا، فإنهم يثيرون المشاكل ويتجاهلون القوانين الدولية أيضا”.


وفي الرد على سؤال حول التهديد الأخير الذي أطلقه ترامب بأنه أمر السفن الحربية الأمريكية في منطقة الخليج بإطلاق النار على الزوارق الإيرانية، قال العميد شكارجي، إن” السيد ترامب يطلق في بعض الأحيان مثل هذه التصريحات ضدنا في إطار الحرب النفسية وإرباك أذهان الرأي العام وتقوية رصيده في الانتخابات القادمة وكذلك الهرب من القضايا الداخلية لبلاده، ولكن علينا أن نقول للرأي العام لدينا بأن الحق معنا لأن الأمريكيين يتجاهلون القوانين الدولية ويخلقون المشاكل وفي مثل هذه الظروف لو ارتكبوا خطأ محتملا وتلقوا الصفعة فهو جزاء لهم”.


وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إن سفن البحرية الأمريكية ستطلق النار على الزوارق الإيرانية إذا اقتربت من السفن الأمريكية، فيما رد قائد الحرس الثوري الإيراني عليه قائلا إن قوات بلاده سترد على أي تهديد أمريكي لأمن إيران في الخليج ردا حاسما وفعالا.


من جهتها، دعت موسكو الأربعاء إيران إلى عدم الانسياق خلف “الاستفزازات” الأميركية في تصريح يأتي في سياق تصعيد كلامي بين واشنطن وطهران عقب حادثة بحرية بين سفن أميركية وقوارب إيرانية في الخليج.
وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي “ندعو إلى أقصى درجات ضبط النفس وإلى الانتباه لعدم الانسياق وراء الاستفزازات والخطاب الحربي، والتصرف بحزم في إطار القواعد الدولية والقانون الدولي”.


وأضافت أن “موسكو اعتبرت دوماً أن الاستقرار والأمن في منطقة الخليج الفارسي هما من العوامل الرئيسية” لإحلال السلام في الشرق الأوسط.


وقالت الولايات المتحدة في 15 نيسان/ابريل إن 11 قارباً إيرانياً تعرض لسفنها داخل ما وصفته بـ “مياه الخليج العربي الدولية”، متهمةً إيران بالقيام بـ”مناورات خطيرة” في البحر.


ودعا الرئيس الإيراني حسن روحاني من جهته الأربعاء الولايات المتحدة إلى الكفّ عن “التآمر” على الجمهورية الإسلامية.


وارتفع منسوب التوتر بين البلدين منذ الانسحاب الأميركي في عام 2018 من الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني، ليبلغ ذروته عند اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني بضربة أميركية في بغداد.

أ ف ب