النباء اليقين

الهُـوية الإيمانية مدخلٌ مهمٌّ لتجاوُزِ التركة الثقيلة

الهدهد / مقالات

محمد أمين الحميري

كان السيدُ عَبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- قد ألقى الأسبوعَ الماضيَ محاضرةً حول الهُـوية الإيمانية في جمع من العلماء والشخصيات الاجتماعية والمسؤولين..، ولأهميّة هذه الكلمة التي نعتبرُها تأسيسيةً لمرحلة قادمة من الارتقاء الإيماني بوعي المجتمع والنشاط الخدمي والتنموي الفاعل واليقظة العسكرية والأمنية العالية والتحوّلات النوعية عموماً، فثمة بعضُ الإشارات والنقاط التي يمكنُ تناولُها في هذا السياق، ونتمنى من كُـلّ اليمنيين بمختلف توجّـهاتهم التمعُّنَ فيها؛ لاستيعاب مضمون هذه الكلمة الصادرة عن الرجل الأول في هذا البلد ومن موقع القرار أَيْـضاً، وماذا بعد وأين يمكن الوقوف؟:

أولاً: الدعوةُ للانتماء الإيماني الصادق والحِفاظ على الهُـوية الإيمانية الأصيلة هي دعوةٌ للبحث عن المعالجات السليمة والصائبة لمختلف مشاكلنا الداخلية والخارجية على ضوء ذلك وفي ظله، فالانتماءُ لغير الإيمان والانسلاخُ عن الهُـوية معناه الهرولةُ المستمرّةُ وراء عدوِّنا كأُمَّة وما يحيكه من مخطّطات تدميرية تستهدفُ الأُمَّــةَ في مبادئها ومقدَّساتها ومقدراتها، وشواهدُ هذا بالأمس واليومَ كثيرةٌ جِـدًّا.

ثانياً: كان للوهَّابية السعودية أثرُها السيِّئُ على بلادنا وأثرُها السلبي، خَاصَّةً في واقع عمل بعض الجماعات سواء في واقع أصحابنا السلفيين أَو الإصلاح أو الزيدية والشافعية كمذاهبَ لها تواجُدُها من قبل هذه المسميات، ومن وجهة نظري فالالتفافُ حول الهُـوية الإيمانية الأصيلة مدخلٌ مهمٌّ لتجاوُزِ التركة الثقيلة التي تقفُ حجرَ عثرة أمام أيِّ تقارب بيننا كيمنيين والتأسيسِ لعهد جديد من التعاون على ما فيه الخير، وهذا ما نأملُ استيعابَه ولو في واقع العُقلاء من كُـلّ التوجّـهات الحريصين بالفعل على وَحدة الصَّفِّ.

ثالثاً: الهُـويةُ الإيمانيةُ هي هُـويةُ أُمَّــةٍ بكلها، والشعبُ اليمنيُّ هو جزءٌ من هذه الأُمَّــة، وَإذَا كان أجدادُنا اليمنيون عند بزوغ فجر الإسلام في صدارة المؤمنين بالله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل إيمان وعطاء ووفاء، فكذلك الحالُ بالنسبة للمستقبل، فبدون اليمن ستظلُّ الصورةُ غيرَ مكتملة، لهذا من المعيب والعار أن يقفَ بعضُ الممسوخين من اليمنيين أمام أية يقظة إيمانية تصاحبُها حكمةٌ يمانيةٌ، والسببُ أن من يتصدّر هذا المشهد قيادةٌ من خارج منظومتهم الحزبية والمذهبية يرافقُه عمى في البصر والبصيرة، وهذه المواقفُ الشاذَّةُ لن تكونَ عائقاً أمام الأحرار في هذا الشعب لسلوك المواقف المشرّفة، وهؤلاء المغفلون هم الخاسرون دائماً.

رابعاً: التمسكُ بالهُـوية الإيمانية هو تمسكٌ بالأخلاق التي تنظّم حياةَ المسلمين فيما بينهم، ومن منطلقها يكونُ مدُّ جسور التواصل مع الآخرين من خارج الأُمَّــة على أَسَاسِ الندية والاحترام المتبادل والتعايش والتعاوُنِ الحضاري وفقَ خطط تكاملية لا تصادمية، فهي هُـويةٌ ذاتُ بُعد إنساني واعٍ ومدروس، ومن هنا نرى وعلى سبيل المثال في اليمن أن الفريضةَ الشرعية والضرورةَ الواقعية تحتمُّ علينا تعزيزَ توجُّـه كهذا، كيف إذَا علمنا أنه يحقّقُ رغبتَنا الكبيرة في استقلال القرار وسيادة الدولة على الأرض، فوحدةُ الصف واجتماعُ الكلمة على هذا الأَسَاس عاملُ القوة الأول في تماسك الجبهة الداخلية والتصدي لكل المؤامرات التي تؤثّر على استقلال قرارنا وسلامة أرضنا.

هذه بعضُ الخواطر التي نستحضرُها في هذا الصدد، ويبقى ما هي الإجراءاتُ العملية والجهودُ التي لابد من بذلها للارتقاء الإيماني ودفعِ الشعب لتجديد الارتباط بهُـويته الإيمانية، وهذا يكون من خلال جهود متضافرة،

نأملُ أن نلمسَها من الجميع من الآن فصاعداً، وكُلٌّ من موقعِه.