النباء اليقين

اتّقوا مَواطنَ الشبهات

الهدهد / مقالات

حمزة إسحاق

نصيحة أخوية: اتقوا مواطنَ الشبهات..

قبلَ عامَينِ كان يتحَرَّكُ بأوساطنا نشاطٌ مشبوهٌ واضحٌ صنّفناه بـ”الطابور الخامس”، مصطلحٌ لم يختلفْ على واقعيته اثنان من أنصار الله، كنا ندركُ جميعاً أن غطاءَ هذا الطابور كان الجبهة الداخلية، وأن أسلوبَه كان: (ما رجال إلا أنصار الله الذي في الجبهات، ما أنصار الله الذي هانا كلهم سرق وأصحاب فلل وسيارات فارهة وتخازين أبو 20 ألف)..

وأن سلوكَ هذا الطابور كان: كلمة على العدوان ومِئة ألف كلمة على قيادات أنصار الله، وحالة تحريض عامة بمناسبة وبدون مناسبة..

وأن حملاته العديدة والمتنوعة كانت:

– تشويه كفاءة أنصار الله في إدارة الدولة واتّهامهم بالفشل في قيادة كُـلِّ شيء عدا القتال والجبهات.

– حملات تشويه عامة تستهدف قياداتِ أنصار الله ككل، لا شخصاً محدّداً.

– اتّهام أبرز قيادات أنصار الله المقربة من السـيد بتهم عائمة ودعايات خالية من أية أدلة أَو معلومات.

– تشويه أنصار الله باتّهامهم بالاستبداد الإداري وتعيين الفاسدين وإقصاء الكفاءات.

 

– اتّهام قيادات أنصار الله بخيانة تضحيات الشهداء وهو ما يثبّط الناسَ عن التحَرّك للجبهات.

– استهداف مؤسّسات أنصار الله الداعمة لأسر المرابطين والشهداء بحجج منمقة وهو ما يثبّط الناسَ عن الإنفاق لها.

– ضرب ثقة الناس بقيادات الحكومة من أنصار الله وحلفائهم، وإفقادهم الأمل فيها وتأييسهم من الوضع بكلِّ مستوياته.

– اتّهام قيادات أنصار الله بنهب رواتب الموظفين (المعلمين خَاصَّة)، رغم العلم بأنّ العدوانَ من يحتلُّ الحقولَ والمنافذَ وأكثر من 90% من مصادر إيرادات الدولة.

– مساواة الأولوية الإعلامية للمشاكل الداخلية -الممكن احتواؤها وحلُّها- بقضية مواجهة عدوان وحصار من 17 دولة.

– التشويش على الناس وحرف بوصلتهم عن دول العدوان والخونة نحو قضايا وعناوين هامشية موجهة ضد قيادات أنصار الله.

– ضرب مسألة وحقيقة(أننا في عدوان) بتصوير أنصار الله بأنهم يستخدمونها كحجة لتبرير الفساد.

– استهداف قيادات الجبهة الإعلامية لأنصار الله وتصويرها كمجرد أدوات للتلميع والترميز.

– استهداف القيادات السياسية لأنصار الله واتّهامها بالتساهل في التعامل مع الملفات السياسية.

– استهداف رئيس المجلس السياسي الأعلى والتشكيك بشخصيته والتذمّر من قراراته وتعييناته.

– التربّص لأية هفوة ميدانية أَو كلامية وتضخيمها والتعاطي معها بأكبر من مستواها وحجمها واستغلالها للتحريض والتشويه.

– استهداف حتى المصطلحات الثقافية وضربها باستخدامها في مواضع سيئة وسلبية (الواعي، أولياء الله، يا مؤمن… إلخ).

– ضرب المصطلحات الإعلامية الفاضحة للأعداء باستخدامها في مواضع ساخرة (منافق، مرجف، معانا عطوان… إلخ).

– الخلاصة: استهدافٌ شاملٌ وعدم ترك أي قول أَو فعل أَو فكرة أَو توجّـه لقيادات أنـصــار الله إلا ويتم استهدافُه.

اللهُ الشاهدُ بأنني هنا لا أتّهم أحداً بأنه طابور خامس، أنا فقط أذكّر بالأنشطة التي سمّيناهم جميعاً؛ بسَببِها كذلك.

فهو مصطلحٌ لم نطلقه على ذاك؛ لأَنَّ اسمه “إصلاحي” أَو ذاك؛ لأَنَّ اسمَه “عفّاشي”، وإنما لأقوالهم، لأساليبهم، لسلوكياتهم، لآثارها المترتبة على جبهتنا الداخلية.

هي نصيحة أن نحذَرَ من إيقاع أنفسنا في مواطن الشبهة بتصرفاتٍ حينما نقولُ أنها “تخدم العدوَّ” فهو؛ لأَنَّ العدوَّ نفسه مَن مارسها بداخلنا، خدمةٌ لمشروعه التفكيكي لجبهتنا الداخلية، وكانت هي وقود فتنة ديسمبر التي ما زال يُسعى لتكرارها.

الفسادُ موجودٌ، لا ينكره أَو يدافع عنه سوى فاسد أَو مستفيد، فلعن الله كليهما، لا يوجد من يدافعُ عن الفساد، بل من يطالبُ برفع إثباتاته للجهات المعنية التي ليست فيسبوك وليست “مارك” ولا رئيسه..

النقدُ البنّاء مطلوبٌ، أما التحريضُ الهدّامُ وحالة التربص العام، أما الهجومُ دون مناسبة وحملات التشويه المتكرّرة، فأمورٌ لم تسهم أبداً في مكافحة الفساد، بل خدمت الفاسدَ نفسَه حينما شتّتت الأنظارَ عنه نحو الآخرين..

فجُلدوا جميعاً فاسداً ونزيهاً..