النباء اليقين

فنونُ القتل لدى أراذل البشرية

الهدهد / مقالات

مرتضى الجرموزي

خلق اللهُ الإنسانيةَ بأحسن صورة وتقويمٍ، كمالاً وجمالاً وطبيعة، وأراد لها العزة والكرامة والسمو والرفعة ورقيّ الأخلاق في واقع أعمالها على باقي المخلوقات.

وللأسف الشديد أَنَّ بعضَ الإنسانية أرادت لنفسها وأمتها الذل والانبطاح بخساسة ودناءة أعمالها، حتى أصبحت حياتها وماهية أعمالها شبيهةً تماماً بحياة الحيوانات الضالة المسعورة، وهي تقتات من لحوم البشرية، تعبث بها وتجيد التفنن بالتمثيل بالجثث الآدمية على مرأى ومسمع العالم والذي دائماً ما يكتفي بالمشاهدة والتلذّذ بتلك الصور المقززّة والمناظر الفظيعة.

وهو ما نراه جليّاً في واقعنا العربي والمحلي، ونحنُ نتابعُ ما بين فترة وأُخرى فنون آكلي الأكباد والمحسوبين على مليشيات إرهابية تابعة لتحالف العدوان مالياً وإدارياً وتسليحاً وتعليماً لفنون قتل البشرية بطرق مختلفة، حيث تظهر تلك الجماعاتُ الإجراميةُ وهي تتفنن بذبح وسلخ الإنسان المعارض لفكرة تحالف العدوان، ما بين ذبح وسلخ وسحل إلى إحراق وإغراق الأسرى ودفنهم أحياءً وقتلهم بطرق خبيثة شيطانية لا يجيدها إلّا المفلسون ثقافياً وأخلاقياً والمنسلخون عن البشرية، ولعلّنا شاهدنا فيديو يظهر فيه مجاميع شيطانية وهي تتلذّذ بقتلِ أحد الأبرياء، حيثُ قام نفرٌ من المردة بربطه وشد يديه ورجليه بعد أن جردّوه من ملابسه، وجعلوا الكلابَ تنهش جسده.

جرائمُ يُندّى لفظاعتها جبينُ الإنسانية وتشيب لهولها اللُحى وتقشعر الأجسام، بل وتبكي القلوب والأحجار دماً نازفاً لا يشفي غليله إلّا الانتقام من الظلمة والمجرمين على طول وعرض المعمورة.

حسبنا الله ونعم الوكيل من أعمال مقيتة شيطانية لا تمت للدين وقيم وأسلاف الإنسانية بصلة، فقد تجرّد هؤلاء من آدميتهم وهووا بأنفسهم إلى جهنم وبئس المصير، ونحنُ نراهم قد بلغوا أدنى مراتب الانحطاط ذُلاً وخساسة.

كلُّ إنسان يضع نفسه حيثُ يريد، فقد يختار أَن يكون في القمة أَو يهوى إلى القاع، وله أن يختار أيّ مبلغ يريد أن يوصل إليه، فقد يكون من أهل الخير والصلاح أَو من أهل الفساد والشر والإجرام، آمراً بالمعروف أَو غارقاً في المنكرات وساقطاً في مستنقع الرذيلة.