النباء اليقين

هل آن الأوان لسحب مبادرة الرئيس المشاط ؟

منير اسماعيل الشامي

في تراثنا الشعبي مثل يقول (اقرأ يس وبيدك حجر ) ومعنى هذا المثل أن الإنسان في مواجهته للمخاطر والصعاب وعند خوض التحديات يجب أن يكون مستعد بكل امكانيات المواجهة والوسائل الدفاعية المتاحة أمامه ، وان لا يعتمد على وسيلة واحدة فقط ويعتقد أنها تكفي فقد تستجد ظروف تجعل الوسيلة التي ظن انها كافية، واعتمد عليها وحدها لا أثر لها ولا فائدة منها، ويصبح وجودها كعدمه، ويكون هو الخاسر الأكبر في ذلك الموقف

 

مواجهة تحالف العدوان ينبغي أن يكون طبقا للمثل السابق، على المستويين الدبلوماسي، والعسكري وأن تكون كل الخيارات المتاحة للقوات المسلحة على أهبة الاستعداد ومفعلة وعلى أتم الجهوزية للإستخدام في اي لحظة وعلى مستوى مختلف الجبهات المشتعلة منها، والهادئة، وبشكل مستمر حتى في حالة وجود مفاوضات وتوجهات نحو التهدئة.

 

لأن هذا الاسلوب في التعامل مع تحالف العدوان هو الأسلوب القرآني الذي ورد في كتاب الله، وأمر الله رسوله و عباده المؤمنين أن يلتزموا به في تعاملهم مع اعدائهم الذين لا عهد لهم ولا ذمة، (وتحالف العدوان أثبت خلال الخمسة أعوام أنه لا عهد له ولا ذمة، ولا اخلاق له ولا مبادئ وأنه عدو غادر ومجرم لا يلتزم بعرف ولا قانون) فأمرهم أن يأخذوا حذرهم حتى حينما يقومون للصلاة وهم في غزوة نهاهم عن الصلاة دفعة واحدة بل على دفعات متتالية دفعة تصلي خلف الرسول ودفعه مستعدة بأسلحتها وعلى أتم الجهوزية لحماية الذين قاموا للصلاة وهكذا حتى يصلي الجيش كله ووضح الله سبحانه وتعالى السبب لهم في ذلك بأن اعدائهم تمنوا أن يغفلوا عن اسلحتهم فيميلون عليهم ميلة واحدة تقضي عليهم .

 

وكذلك الحال اثناء المفاوضات فإن جهوزية القوة تكشف مصداقية العدو في المفاوضات وتبين هدفه الحقيقي منها، وتكشف ايضا جديته من عدمها
فتحالف العدوان وبعد فضيحة فشله لخمس سنوات قد يظهر انكسارة في لحظة من اللحظات ويبدي ظاهريا بأنه وصل إلى قناعة بوقف الحرب وأنه على استعداد كامل للدخول في مفاوضات نهائية ، وهو كاذب في كل ذلك، وهدفه الحقيقي هو اخراج قواتنا في الجبهات من حالة الجهوزية، ومتى ما تأكد من ذلك في اي جبهة اغار على القوة فيها لتحقيق تقدم او اختراق إلى غير ذلك من الاهداف الاخرى

 

وهذا هو حال تحالف العدوان ووضعه وما يؤكد ذلك أنه لم يلتزم بتنفيذ هدنة خلال الخمس سنوات ولم يتمسك بأي اتفاق تم خلال الفترة ايضا، ورفض كافة المبادرات العادلة التي قدمتها قيادتنا خلال الفترة من اولها وحتى مبادرة الرئيس المشاط الأخيرة والتي قدمت له كفرصة لحفظ ماء وجهه خصوصا بعد عملية الرابع عشر من سبتمبر وعملية نصر من الله الكبرى، واللتان كانتا قاصمتين لظهره ولإقتصاده، وأكبر فضيحتين امام العالم لعجزه وفشله وهزائمه.

 

قرابة الشهرين مرت على مبادرة الرئيس المشاط فهل استجاب لها ؟ وهل اوقف غاراته؟
لم يستجيب ولن يستجيب ولم يوقف غاراته ولن يوقفها ، حتى في الحديدة خرق اتفاق السويد يوم امس بثلاث غارات استهدف فيها ميناء رأس عيسى ما يعني أن الإعلان عن انتهاء فترة هذه المبادرة وسحبها قد اصبح ضروريا وامرا لا زما، وأن عودة عمليات المسير والقوة الصاروخية، واعلان عملية جيزان بات الخيار الأمثل للتعامل مع نظام الرياض وهذا ما اصبح الشعب اليمني ينتظر سماعه بفارغ الصبر مبادرةُ الرئيس ليست شيكاً على بياض.

 

منير إسماعيل الشامي في تراثنا الشعبي مثلٌ يقول: (اقرأ “يس” وبيدك حجر)، ومعنى هذا المثل أنَّ الإنسانَ في مواجهته للمخاطر والصعاب وعند خوض التحديات، يجب أن يكون مستعدًّا بكلِّ إمكانيات المواجهة والوسائل الدفاعية المتاحة أمامه، وأن لا يعتمد على وسيلةٍ واحدةٍ فقط ويعتقد أنها تكفي، فقد تستجدُّ ظروفٌ تجعل الوسيلةَ التي ظن أنها كافيةٌ، واعتمد …