النباء اليقين

ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله

بقلم / زينب إبراهيم الديلمي

ما وثّقته عدسة الإعلام الحربي وقناة المسيرة من مشاهد تجلَّت عن النّظير وتلك الإنتصارات المُتتالية التي قطعت دابر المُنافقين والخونة والجبناء ليست أساطير ولا نسج قصص من الخيال ، إنها وقائع صوابيّة شكّلت كل ما صنعه أبطالنا من مُجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة .. تلك هي آيات الله الجليّة التي نصّت في دستور القرآن عن نبأ النّصر والوعد الإلهي الحق الذي وعد به تعالى نصر المؤمنين ، وذلكم هو النّصر الذي لا شبيه له ولا نِدّ في تأريخ الحروب.

عملية « نصرٌ من الله » لخّصت كل مجريات الواقع وقلبت الموازين رأساً عن عقب .. هذه المُعجزة الإلهية أجهضت كل مخططات العدو الشّيطانيّة من كبيرها إلى صغيرها ، معجزة لم تكن سوى مرآة جليّة متواضعة أهّلت لموعد بُشرى النّصر للمستضعفين والمحرومين وسقوط العدو في وحل الهلاك الأبدي ،معجزة أزاحت النّقاب عن أباطيلهم وأحلامهم العميقة ، وجعلت أمانيهم تشتم رائحة المنيّة عن بُعد .. معجزة آن أوانها في أن تؤذِّن لأذان النّصر ويتوجّه أفذاذ الرجال إلى محراب الميدان ؛ لتأديّة فريضة الجهاد والدفاع المُقدّس بطريقتهم الخاصّة .

ما إن يأتي سماسرة الإرتزاق والإرتهان في تشكيل انتصارٍ واهنٍ ؛ ليحشد عشرات الألويات ومئات العتيد وآلاف المخدوعين الذين لم يكن مصيرهم في الأخير إلا انزلاقهم في مصيدة الهزيمة ، سقطت تلك الألويات التي كانت وسيلة لحماية قوى الإرتزاق ، نكس المخدوعين جميعهم الذين تجاوز عددهم للألفين .. وصاروا كطوابير النّمل التي تملأ الجبال .

ما رأيتهُ من مشاهد يحقُّ لي أن أبكي فرحاً وأسجد لله شكراً على عظيم نصره وتأييده لنا .. هاهو قلمي واقفاً في منبر الخطاب رغم شُحّة تعبيره عن هذه العمليّة وهذه المعجزة لا سبيل له سوى أن ينحني خجلاً أمام صمود وتضحيّة وعظمة وقوّة أفذاذ الرجال ، ما رأيناه جميعاً تعبير عن اعتلائنا إلى عرش الغلبة ، وسحقنا أراذل الخلق من رعاة المواشي والقطيع الذين لا يمتلكون أي وثيقة تُثبت حضارتهم سوى أنهم أحذية بالية لأمريكا وإسرائيل .

وحقٌ علينا رؤية النّصر الذي وعده الله تعالى لنا ، وحقٌ علينا أن نسجد لله شكراً ونرفع يد الشكر لهذه الانتصارات العُظمى .. وحقٌ علينا أن نقيم احتفالاً مجيداً تكريماً لتضحيات الرجال ولنباهة القيادة القرآنيّة التي كانت إحدى نتائج ألطاف الله لنا في أحلك الأزمان ، وتحققت تفسير الآية الكريمة فينا وشكّلت عيداً نبتهج به من يومنا هذا إلى يوم السّاعة : « ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله »

ملتقى الكتاب اليمنيين