النباء اليقين

الشهيد الصماد.. فدائي الوطن والثورة

الهدهد / مقالات

عبدالفتاح علي البنوس

تمر المناسبات الدينية والوطنية على بلادنا وشعبنا في ظل العدوان ، ونسترجع شريط الذكريات ، ودائما ما يكون الشهيد الرئيس صالح علي الصماد- رضوان الله عليه- هو حديث السواد الأعظم من اليمنيين ، يتذكرون خطاباته الوطنية ومحاضراته الثقافية ودروسه الدينية ، ومواقفه الخالدة التي سطَّرها خلال فترة قيادته سفينة الوطن بحمكة وحنكة واقتدار ، تذكرناه في ذكرى الصمود الرابعة وتذكرنا معها كلمته التاريخية في ذكرى الصمود الثالثة التي أعلن من خلالها مشروعه الوطني لبناء الدولة ( يد تحمي ويد تبني)، تذكرناه خلال الذكرى الخامسة لثورة الـ21من سبتمبر والدور الريادي البارز الذي لعبه في تحقيقها وتعزيز الصمود الوطني في مواجهة العدوان الغاشم ، وتذكرناه في الذكرى الـ57 لثورة الـ26من سبتمبر ، وسنظل نتذكره على الدوام، لن ننساه ما حيينا ، سيظل حاضرا معنا ، سيظل مرعبا للأعداء برا وبحرا وجوا ، من خلال الصناعات الحربية التي تحمل اسمه ، والتي تسقي الأعداء كؤوس المنايا والسم الزعاف يوميا ، على يد طائرات الصماد المسيَّرة ، وصواريخ الصماد البالستية ، وألوية الصماد القتالية الجهادية..

الرئيس صالح علي الصماد أول رئيس لليمن الحر المستقل المتحرر من براثن الوصاية والتبعية للسعودية ، الرئيس الذي سار على خطى الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي- رحمه الله – في سيرته وتعاملاته وحسه الوطني ونزعته القومية ، الرئيس الذي جاء من بيئة جهادية مشبَّعة بالإيمان والثقة بالله والتوكل والاعتماد عليه ، الرئيس الذي أحبه الشعب ، لقربه منهم ، وتلمسه همومهم ، واستشعاره لمعاناتهم ، الرئيس الذي كان للشعب ومنه وإليه ، الرئيس الذي جسَّد خلال فترة حكمه أروع صور الوطنية والنزاهة ، الرئيس الذي جعل من المسؤولية مغرما لا مغنما ، ومن الرئاسة تكليفا لا تشريفا ، فكان يرى أن مسح التراب من على نعال المجاهدين أشرف من كل مناصب الدنيا، الرئيس الذي عاش حياة الصالحين الزاهدين في الدنيا ، زار مختلف الجبهات الداخلية والخارجية ، وحضر حفلات وعروض التخرج والدورات للمقاتلين الأبطال ، الرئيس الذي صال وجال وتنقل بين مختلف المحافظات غير مكترث بتهديدات الأعداء ، ولا بالإغراءات المادية التي عرضوها مقابل تحديد مكانه ورصد تحركاته ، ولم يخفه أو يحد من تحركاته رصد وتحليق الطائرات الاستطلاعية، والأقمار الصناعية ، تسلح بالشجاعة والإقدام ، فكان دائما في المقدمة لم يتراجع قيد أنملة ، ولم يتردد أو يتضعضع في مواقفه ، ولم يظهر للعدو وتخرصاته أدنى اهتمام ، فهو مع الله قولا وعملا.. كان صاحب نظرة ثاقبة ، ورؤية وطنية بعيدة المدى ، وكان طموحا ، وكانت توجهاته تبشِّر الشعب بغد أفضل ، كان الأكثر نباهة واستشعارا بالخطر المحدق بالحديدة ، وكان السبَّاق في الدعوة إلى الدفاع عنها من خلال دعوته لمسيرة البنادق التي استشهد قبل أن يشارك فيها ، فاز بالشهادة ونال الجائزة الكبرى بعد أن وضع المرتكزات الأساسية لمشروع بناء الدولة (يد تحمي ويد تبني).. غادرنا الرئيس الشهيد الصماد جسدا أما روحه الطاهرة فهي لا تزال معنا تشاركنا انتصارات الأبطال في الجبهات ، واحتفالات الشعب بثورتي 21و26سبتمبر.

بالمختصر المفيد: الرئيس الشهيد صالح الصماد حبه استوطن سويداء القلوب ، تعكس ذلك الزيارات اليومية المكثفة لضريحه ورفاقه في ميدان السبعين ، وذكره الطيب صار على كل لسان ، الكل يدعون له بالرحمة ، ويثنون عليه ، ويعبِّرون عن فداحة المصاب لرحيله المؤلم ، كيف لا وهو الرئيس الإنسان الذي قدَّم روحه الطاهرة في سبيل الله دفاعا عن وطنه الذي أخلص له ، وظل له وفيا ، حتى التحق بالرفيق الأعلى شهيدا خالدا ، ترك بصمات لن تنسى في تاريخ اليمن واليمنيين.. الرئيس الذي خلده التاريخ ، فكان الفدائي الوطني الأبرز للثورة والوطن- رضوان الله عليه – والذي يمثل رمزا من رموز النضال اليمني الوطني ضد الغطرسة والإجرام والوحشية والوصاية والتبعية السعودية والأمريكية.. هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.